رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر في زمن الكوليرا.. كيف واجه الشعب الوباء حتى نهايته

وباء الكوليرا في
وباء الكوليرا في مصر

في عام ١٩٤٦ انتشر وباء الكوليرا الهندي في مصر، حينما وصلت القوات البريطانية القادمة من الهند إلى منطقة قناة السويس لتأخذها محطة لها لترسو فيها، ما تسبب في انتشار الوباء في محافظات مصر.

بمجرد انتشار المرض وزيادة أعداد المرضى المصابين به، تم إخلاء مستشفى حميات العباسية ونقل المرضى إلى حميات إمبابة، لينكب العلماء والأطباء على إجراء تجارب علمية لأمصال ولقاحات متخصصة في علاج المرض.

 

وعلى جانب آخر انشغلت الحكومة وأثرياء الدولة في جمع التبرعات لوقت انتشار المرض في كل أنحاء البلاد، والاستعانة بمواد مطهرة لتكافح المرض، وتمنع وصوله إلى أكبر قدر ممكن، حتى تتمكن المستشفيات والأطباء من علاج المرضى الموجودين بالفعل في الحميات.

اللقاح والأمصل لمواجهة الكوليرا:

عكف العالميين المصريين الدكتور عبدالخالق والحلواني في إجراء أبحاث العالمي روجرس الذي قدمها عام ١٩٠٢ خلال انتشار وباء موشا في أوروبا، وتوصلوا من خلالها أن المناطق الأكثر إصابة في مصر هي شديدة الرطوبة حيث تمركز الوباء في أحياء القاهرة الرطبة مثل بولاق ومصر القديمة، على عكس منطقة حلوان التي سجلت أرقام بسيطة من الإصابة، بينما ارتفعت الإصابات في شمال البحرية والإسكندرية.

وكانت اللقاحات التي تم التواصل إليها خلال هذه الفترة، كانت لا تحمي من الإصابة بالمرض، بينما تركز على علاج الأعراض والتقليل من خطر الوفاة، ورغم ذلك أصيب العديد من الأطباء وأطقم التمريض  التي حاولت مكافحة الوباء في مستشفيات القاهرة والمنصورة ودمياط.

كيف واجه المصريين الوباء:

أظهرت جريدة المصور أداء الحكومة والشعب خلال هذه المرحلة في التصدي للوباء،

ومنع وصوله إلى أكبر قدر من المواطنين، حيث انتشرت البعثات الأجنبية لرش وتعقيم الشوارع والمنازل، كما انتشرت التبرعات من الأهالي والأثرياء، سواء بالملابس والطعام والمواد َوالمطهرات والأموال.

فتحت الحكومة باب التبرع لإعانة منكوبي الكوليرا حيث تم إعانة ٦٠٠ أسرة في الإسكندرية وغيرهم في القاهرة، حيث تبرع الملك فاروق بـ ١٠٠٠ جنيه لجمعية مبرة محمد علي، وتبرع الأمير محمد علي بـ ١٥٠٠ جنيه، والأمير محمد عبدالحليم بـ ١٠٠٠ جنيه، والأميرة سميحة حسين تبرعت بـ ٢٠٠٠ جنيه لوزارة الصحة المصرية، بينما تبرعت الأميرة خديجة عباس بـ ١٠٠٠ جنيه، والعائلة الأباظية بـ ١٠٠٠ جنيه، ومحلات شيكوريل بـ ١٠٠٠ جنيه.

وكان المرضى يشفوت من الوباء بعد ٥ أيام في الحالات البسيطة والمتوسطة، وبعد الانتصار على المرض، اختفى تمامًا في الصعيد والقاهرة، بينما ظل لفترة بسيطة في شمال الدلتا وذلك نظرًا للرطوبة العالية في تلك المحافظات، وكان من المتوقع أن يعود مرة أخرى في مايو ١٩٤٨ حين ترتفع الرطوبة، ولكن هذا لم يحدث.