عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بديع خيري.. شيخ المبدعين مات حزينًا

بديع خيري
بديع خيري

بديع خيري، أحد من رواد السينما والمسرح ممن ساهموا في رسم الخطوط العريضة لبدايات فنية ناجحة، وابرز كتاب المسرح الذين شاركوا في أولى الحركات المؤسسة للنهضة المصرية في الفن لأكثر من قرن من الزمان مع صديق مشواره الطويل نجيب الريحاني.

بدأ خيري كتابة الزجل في مرحلة مبكرة من حياته، قبل أن ينهي دراسته ويلتحق للعمل بمهنة التدريس، إلا أنه كانت له انشغالات فنية أخرى، فبدأ في كتابة المونولوج ثم أخذه عشق المسرح، فقرر في البدء بكتابة المسرحيات وقدم أولى مسرحياته تحت عنوان "أما حتة ورطة".

اشتغل الفنان على تطوير نفسه من خلال التحاقه بجمعية التمثيل العصري التي كانت تقام فيها الندوات والحلقات الدراسية حول المسرح الفرنسي في ذاك الوقت، ومن هنا تعرف على صديق رحلته فنان الشعب "سيد درويش"، وقررا معًا تأسيس فن الأوبريت الراقص في مصر عام 1912م.

وفي عام 1917 قام بديع بتأسيس المسرح الأدبي، بالإضافة لتأليف بعض المسرحيات لفرقة عكاشة، ثم بدأ في الكتابة للسينما المصرية في عهد السينما الصامتة أو الناطقة، من خلال تأليفه للحوار والقصة والأغاني، وكان أول أفلامه الصامتة "المندوبان"، بينما كانت أبرز بداياته في السينما الناطقة في أفلام "العزيمة" و"انتصار الشباب".

 

"الطاحونة الحمراء"..نجح خيري في إعلان أولي مسرحياته باسم" الطاحونة الحمراء"، فور تكوينه أول الفرق المسرحية مع صديقه سيد درويش عام 1922م، وقرر خيرى العودة إلي رفيق دربه نجيب الريحاني، وقدما أوبريت الليالي الملاح في مارس عام 1923م، وأوبريت الشاطر حسن.

وبعد عودة الزعيم سعد زغلول وإفراج السلطات البريطانية عنه، قدم بديع خيري أوبريت "البرنسيس"، وفي عام 1924م عرضت فرقة الريحاني من تأليف بديع خيري أوبريت "أيام العز" و"الفلوس" و"مجلس الأنس" و"لو

كنت ملك"، وفي أواخر العام نفسه كتب خيري مسرحيته التاريخية "محمد علي وفتح السودان"، وحصل بها على الجائزة الثانية من وزارة الأشغال.

ومن المواقف الطريفة الشاهدة على عمق العلاقات وترابط الصداقة بين بديع خيري ونجيب الريحاني، أن هناك واقعة تاريخية طريفة جمعت بينهما، حيث ظل الريحاني لسنوات يعتقد أن صديقه خيري "مسيحي الديانة".

وعندما توفيت والدة بديع خيري، ذهب الريحاني للعزاء، فوجد القرآن الكريم يتلى في سرادق العزاء، فسأل نجيب الريحاني بديع خيري مستفسرًا "هل أنت مسلم؟"، فرد عليه بديع خيري "نعم مسلم"، فقال الريحاني "كنت أظنك مسيحيًا.. لماذا لم تخبرني من قبل؟!، فأجاب بديع خيري "لأنك لم تسألني من قبل".

ولد بديع خيري أغسطس عام 1893، بحي المغربلين في وسط القاهرة، وبدأ حياته مع التعليم في "الكتاب"، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، مما ساعد على صقل موهبته اللغوية.

ورحل شيخ المبدعين عن عالمنا في فبراير عام 1966 تاركًا إرثًا من الأعمال المسرحية الخالدة التى ستظل محفورة فى وجدان المشاهد العربى حيث كون ثنائيا شهير مع الفنانين نجيب الريحانى وسيد درويش حتى لقبه الكثيرون بــ"موليير العرب".