عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثوّار في البيت العلويّ.. حلف الـ 6 أمراء يدعم الحركة الوطنية ويهدد عرش فؤاد «3ـــ5 »

ثوّار في البيت العلويّ
ثوّار في البيت العلويّ

تحركات الجناح الموالي والمؤيد لمطالب المصريين في الاستقلال عن بريطانيا والمؤلف من 6 أمراء في البيت العلويّ بدأت تتردد حوله الشائعات وأصبح يخشى من تعاظم نفوذه، وإحداثه خلل بالأمن العام ومن ثم يخشى على الملك نفسه!

 

قبل ظهور هذه المخاوف قام جناح الأمراء الموالين لمطالب الاستقلال عن بريطانيا برئاسة يوسف كمال، بإرسال رسالة إلى السلطان العثماني في 28 فبراير 1928 وأسموه خطابًا تضامنيًا مع الأمة المصرية وشمل 4 مطالب.. إعلان استقلال مصر وسودانها وسيادتها التامة في الداخل والخارج، تخويل جماعة وطنية حق مناقشة الرسالتين اللتين قدمهما المندوب السامي البريطاني عن حكومته للحكومة المصرية والرد عليها «يقصد مشروع المعاهدة والتبليغ البريطاني»، وأن يكون من حق الجماعة الوطنية وحدها أن تحضر مشروع الدستور، وأن تجري الانتخابات بكامل الحرية بعد إلغاء الأحكام العرفية وإعلان حرية الصحافة والعفو عن المعتقلين السياسيين وعودة المنفيين وأن بقاء الحالة الحاضرة مع وجود الجيوش البريطانية في مصر يضر بالاستقلال لأن هذه الأحوال لا تستوي هي ومبادئ الحرية الشخصية.

 

وربما تفسر هذه الرسالة إلى السلطان العثماني سبب قلق دوائر الحكم في القاهرة من هؤلاء الأمراء وربما ذهب هذا القلق إلى أبعد من فكرة تعاظم النفوذ إلى السيطرة على سدة الحكم بتأييد الجماعة الوطنية المصرية المطالبة بالاستقلال، يوسف كمال سارع بعدها ليدلي بتصريحات  لجريدة «االليبرتية» الفرنسية التي كانت تصدر في القاهرة، توضح أنه كان يرد على مخاوف القصر،  أكد يوسف كمال على ولاء الأمراء وخص منهم الأميرين عمر طوسون وكمال الدين حسين عضوا حلفه في البيت العلويّ، وقال عنهما إنهما لا يطيقان أن يمس مقام وارث محمد عليّ ولا يمكن للأمراء أن يفكروا بالطمع في العرش ولا يجب أن يتصور إنسان أكثر تعلقًا بالأسرة المالكة والملوكية أكثر منهم !

 

كما حرص يوسف كمال على التأكيد أنه والأمراء لا ينتمون لأي حزب سياسي، وفي ذات المقابلة الصحفية أعلن عن مضمون اجتماعه الذي كان ينوي تنظيمه والذي أعلنت وزارة عبد الخالق ثروت باشا تخوفها من عقده لما قد يحدثه من خلل بالنظام العام، وأورد يوسف كمال لـ «االليبرتية» أنه كان ينوي خلال الاجتماع تجديد عهد الإخلاص والولاء للوطن والعرش، وإرسال تحية وإعلان الاحترام والإعجاب بسعد والمنفيين والمعتقلين السياسيين وسائر القائمين بخدمة القضية الوطنية وتأكيد ما تكنه القلوب نحو النزلاء الأجانب من الود والإكرام واعتبار التصريح البريطاني المعلن لمصر في 28 فبراير 1922 قرارًا باستقلال لفظي مقيد بقيود الحرية وأخيرًا تمسك الشعب المصري بحقه في وضع دستوره بواسطة ممثليه في هيئة جمعية وطنية.

في مئوية الوفد.. نكشف بالوثائق أمراء ساندوا ثورة 1919

استمر النشاط السياسي لحلف الأمراء الستة في البيت العلويّ لسنة 1925 ففي هذه السنة أعلنت حكومة أحمد زيور

باشا حل مجلس النواب ودعا الصحفي أمين الرافعي لاجتماع البرلمان بمجلسيه رغم عدم موافقة الحكومة بفندق الكونتيتال، وعلى أثر ذلك دعا الأمير كمال الدين حسين الأمراء إلى عقد اجتماع فلبي منهم الدعوة عدد كبير وكان منهم الأمير يوسف كمال وقروا رفع كتاب إلى الملك احمد فؤاد يؤيدون فيه مطالب اجتماع نواب الأمة في 12 نوفمبر 1928 بعودة الحياة النيابية، وأناب الأمراء يوسف كمال لتقديم هذا الكتاب إلى الملك.

 

بعد العام 1925 خفت النشاط السياسي لهذا الحلف أو الجناح في البيت العلويّ، في المقابل فأن نشاط يوسف كمال في الثقافة والأسفار وطباعة المؤلفات الجغرافية والأعمال الخيرية وتنمية ممتلكاته في الصعيد والإسكندرية والقاهرة لم يخفت بل زاد، ومرت السنوات حتي فجر مفاجأة مدوية في سنة إبريل  1932 بإعلان تنازله عن لقب الإمارة ولم يعلن عن سبب إقدامه على ذلك، غير أن معظم التكهنات تشير إلى أمرين هما اعتراضه على  سياسات الحكومات في تلك الفترة أو استئنافًا لما بدأه من نشاط مناهض للوجود البريطاني في مصر، وفي الحالتين فأن يوسف كمال كان مصرًا على هذا التنازل للدرجة أن علي شريف سكرتيره الخاص أكد على ذلك لصحفية المقطم في 11 مايو 1932.

ثوّار في البيت العلويّ.. مغردون خارج السرب في البلاط الملكي «2 ــــ 5»

في السنوات التالية لم يظهر يوسف كمال كناشط في الساحة السياسية وربما أكتفي بالمراقبة والمتابعة وحذا حذوه باقي أعضاء حلفه أو جناحه في البيت العلويّ وهم الأمراء كمال الدين حسين وعمر طوسون ومحمد عليّ إبراهيم ويوسف داود ومنصور داود.

وعلى ما يبدو أنها ليست النهاية، يوسف كمال وإن كان توقف عن كتابة نداءاته نيابة عن حلفه في الصحف المصرية والأجنبية، فأنه يكتب بعضها إلى الإمام أبوالوفاء الشرقاوي صديقه في نجع حمادي!

انتظرونا في الحلقة القادمة