عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كأس العالم روسيا 2018 يكشف 6 دروس في كرة القدم

بوابة الوفد الإلكترونية

كتب - كريم عبدالمحسن ووليد خليل:

 

رغم أن كأس العالم دائمًا ما يكون حافلًا بالمتعة والإثارة، سواء في سيناريوهات المباريات أو الأهداف التي تسجل بأكثر من طريقة وبجمل فنية مختلفة سواء من كرات ثابتة أو متحركة.
لكن عشاق كرة القدم دائمًا تكون لهم نظرة مختلفة، يكون لديهم اهتمام خاص بالطريقة التي تسجل بها الأهداف، والجملة الفنية أو الخطة التي اعتمد عليها هذا المدرب أو ذاك.
وشهد كأس العالم 2018 في روسيا، أكثر من ظاهرة فنية وتكتيكية، تمثل كورس مجاني لكل مدير فني يقود أي فريق.


وتستعرض "الوفد"، أبرز هذه الظواهر فيما يلي:


- الهجمة المرتدة:
اعتمد أكثر من فريق في كأس العالم، على تكتيك الهجمة المرتدة السريعة، التي تنقل فريقه في نقلتين أو ثلاثة على الأكثر إلى مرمى الخصم، وهو ما شاهدناه في مباراة المكسيك وألمانيا، في مرحلة المجموعات، وفاز منتخب المكسيك بهدف دون رد جاء من هجمة مرتدة.


انظر أيضًا هدف اليابان الأول وبلجيكا الثالث في لقاء الفريقين بمرحلة المجموعات، وكيفية تنفيذ الكرة المرتدة بشكل سريع وإنهائها داخل الشباك.




الهدف الثاني الذي سجله كافاني لأوروجواي أمام البرتغال في دور الـ16 أيضًا جاء من هجمة مرتدة سريعة نجح اللاعب المخضرم في تحويل الكرة R2 إلى داخل الشباك البرتغالية.



- الكرات الطولية:
اعتمد بعض المنتخبات أيضًا على الكرات الطولية، نظرًا لامتلاكه لاعبين طوال القامة في صفوفهم، مثل منتخب روسيا صاحب الأرض والضيافة في المونديال، خلال مباراتهم أمام كرواتيا في ربع النهائي، حيث كانت الكرات الطولية سلاح الروس الأول، نظرًا لفارق الأطوال لصالحهم أمام الكروات.

 


كما أن المنتخب الإنجليزي وهو رائد الكرات الطويلة في عالم كرة القدم، اعتمد على هذا السلاح في بعض الأوقات أمام الكروات في مباراة نصف النهائي، التي خسرها الإنجليز بهدفين لهدف في لقاء امتد للأشواط الإضافية.




- الضربات الثابتة:
برع أكثر من منتخب خلال مونديال روسيا، في تنفيذ الكرات الثابتة بشكل مميز جدًا، سواء الضربات الركنية أو الضربات الحرة حول منطقة الجزاء، على رأسهم فرنسا بطل المسابقة، والذي سجل أكثر من هدف من كرة ثابتة نظرًا لإجادة لاعبيه تنفيذها بشكل رائع، مثل الهدف الذي أحرزه الديوك في شباك بلجيكا في نصف النهائي.



وحتى في النهائي نجح المنتخب الفرنسي في تسجيل هدف أمام الكروات من ضربة ثابتة، بالفعل سجلها ماندزوكيتش بالخطأ في مرماه لكن طريقة تنفيذ الكرة أدت إلى دخولها في الشباك.



كما سجل منتخب إنجلترا أكثر من هدف عن طريق الضربات الركنية والكرات الثابتة، منهم هدفه الأول في مرمى بنما بمرحلة المجموعات.



وسجل الإنجليز أيضًا بنفس الطريقة من ضربة ركنية في مرمى السويد بدور الـ16 للمونديال.


اللافت في إجادة الإنجليز لتنفيذ الكرات الثابتة، وجود كثافة عددية داخل الـ18 تقوم بالركض أمام اللاعب الذي تلعب له الكرة، من أجل إرباك المنافس وتمكين زميلهم من التسجيل.

 

- ثلاثي دفاعي:

شهد مونديال روسيا ٢٠١٨ ترسيخ مرة أخرى لفكرة الاعتماد علي ثلاثي دفاعي في الخط الخلفي بهدف ضمان وجود تأمين بالمناطق الدفاعية. كما أنه يضمن تحرر أكبر للاعبي الأطراف (wing backs) ما يمنح للمدير الفني إمكانية الهجوم ب ٦ أو ٧ لاعبين في تنفيذ تكتيكه الهجومي عند الحاجة.

ولعبت ثلاثة منتخبات من المتأهلين إلي نصف نهائي كأس العالم بثلاثي قلب دفاع بالخط الخلفي مع اختلاف الطريقة الرقمية والتكتيك المتبع لكل منتخب.

منتخبا إنجلترا وبلجيكا اعتمدا علي ثلاثي قلب دفاع بشكل واضح . فيرتونجن، الدرفيلد، فينسنت كومباني في بلجيكا والثلاثي لا يمتلك القدرة علي تقديم إسهامات هجومية وإن كان المدير الفني لبلجيكا روبرتو مارتينيز قد اعتمد على فيرتونجن في بعض الأحيان كظهير أيسر.

 

 

علي الجانب الآخر اعتمد ساوثجيت المدير الفني لإنجلترا علي الثنائي ستونز وماكجواير بجانب تعديل مركز كايل والكر لاعب مانشستر سيتي ليصبح قلب دفاع ثابث، مفضلًا الاعتماد علي تربيير في مركز الظهير الأيمن، في محاولة لاستغلال سرعة والكر الكبيرة وهو عنصر غير موجود في الثنائي ستونز وماكجواير.

 

 

 

المنتخب الفرنسي لعب باربعة لاعبين في خط الدفاع إلا أن دي ييه ديشامب اختار الشاب بنيامين بافارد للعب كظهير أيمن وهو قلب دفاع في الأساس وقدم موسما مميزا في البوندزليجا مع شتوتجارت كقلب دفاع، الاعتماد علي بافارد يتماشي مع أفكاره المتحفظة واختباره لاستقبال اللعب والاعتماد علي المرتدات لاستغلال سرعة لاعبي الخط الأمامي.

 

 

 

- انتهي زمن التيكي تاكي:

انتبه كرة القدم ترجع إلي الخلف، ربما يمكن تخليص التطورات

التكتيكية التي رسخها مونديال روسيا ٢٠١٨ في هذه الجملة، بعد أن تصدر أسلوب اللعب المباشر والتحفظ الدفاعي الواجهة.

أكد مونديال روسيا حقيقة أن اللعب المباشر واختيار استقبال اللعب والاعتماد علي الوصول لمرمي المنافس من خلال أقل عدد ممكن من التمريرات أصبح الحل الأمثل للتويج بالبطولات قصيرة المدي.

يكفي أن تدرك أن منتخب فرنسا بطل العالم يأتي في المركز ال١٣ في قائمة المنتخبات الأكثر استحواذًا، بينما حل المنتخب الكرواتي الوصيف في المركز الثامن، في حين أن المنتخبات التي اعتمدت طوال سنوات علي فكرة التيكي تاكا والاستحواذ سقطت بشكل مدوي في هذه البطولة وأكبر مثالين على ذلك هما منتخبي إسبانيا وألمانيا، الأول غادر بأداء باهت من ثمن النهائي، بينما ودع المانشافت المنافسات من الدور الأول في سابقة تاريخية.

 

 

كما نجح منتخب كرواتيا في تحقيق فوز تاريخي على الأرجنتين بثلاثية نظيفة في دور المجموعات بتكتيك دفاعي محكم من المدرب المميز زالاتكو داليتش.

 

 

- 4/4/2 تبعث من جديد:

يبدو أن كأس العالم روسيا ٢٠١٨ كانت بطولة إحياء تكتيكات ظن البعض أنها اندثرت في عالم كرة القدم، حيث شهدت البطولة عودة قوية لطريقة ٤-٤-٢ الكلاسيكية، العجوز الداهية أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب أوروجواي قدم دروسا تكتيكية للجميع خلال هذه للبطولة بعد أن أعاد للواجهة طريقة ٤-٤-٢.

اختار تاباريز الطريقة المثلى لاستغلال القوة الهجومية الكاسحة للثنائي كافاني ولويز سواريز وقدراتهم التهديفية الكبيرة والتفاهم الواضح بينهما، علي الرغم من أنه بدأ البطولة بطريقة ٥-٣-٢ وهو الأسلوب الذي اعتمد عليه في أولي مبارياته أمام المنتخب الوطني.

 

 

قد يبدو أن اختيار اللعب بهذه الطريقة بديهيا في وجود سواريز وكافاني إلا أن تكتيك تاباريز اعتمد علي عوامل أخري هامة من أبرزها الثنائي لاكسالت علي الطرف الأيسر بسرعته الكبيرة وقدرته علي تغطية مساحات كبيرة علي الرواق الأيسر بمساعدة فيتشينو لاعب الوسط، ونفس الأمر ينطبق علي الظهير الأيمن كاسيرس، ومن أمامه نانديز الجناح الأيسر. امتلاك المنتخب الأورجوياني لجناحين بعقلية لاعب الارتكاز ساعد تاباريز كثيرا في الاعتماد علي ثنائي هجومي دون القلق من خلق مساحة فارغة في خط الوسط يسمح للمنافسين بالسيطرة وإيجاد ثغرات.

 

مع كل هذه العوامل تبقي القطعة الأهم في تكتيك تاباريز هي لاعب الوسط توريرو المنتقل مؤخرا إلى أرسنال الإنجليزي. توريرو لاعب الارتكاز الدفاعي في أوروجواي قدم نموذجا للتغطية الدفاعية والقدرة علي قطع الكرة وغلق المساحات بعرض الملعب تاركا لزميله في قلب خط الوسط بينتاكور الفرصة في توزيع اللعب وبدء الهجمات دون إجهاده بدنيا.

 

 

هذا التنوع أتاح لتباريز أولا التغيير من ٥-٣-٢ إلي ٤-٤-٢ مع نهاية مباريات دور المجموعات لتعزيز النواحي الهجومية، كما أتاح لفريقه مرونة أكبر عند الاستحواذ علي الكرة لتتحول الطريقة إلي ٤-٣-١-٢ بتقدم بنتاكور لاعب يوفنتوس إلي مركز صانع الألعاب الصريح في ظل تواجد توريرو في مركز ٦ بجانب لاعبي الوسط فيتشينو علي اليسار ونانديز علي الجهة اليمني.