عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإمام مسلم

بوابة الوفد الإلكترونية

مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيرى النيسابورى، هو من أهم علماء الحديث النبوى، وهو مصنف كتاب صحيح مسلم الذى يعتبر ثانى أصح كتب الحديث بعد صحيح البخارى، وهو أحد كبار الحفّاظ، ولد فى نيسابور، طلب الحديث صغيرًا، وكان أول سماع له سنة 218 هـ، وعمره آنذاك اثنتا عشرة سنة.

أخذ العلم أولًا عن شيوخ بلاده وسمع الكثير من مروياتهم، وكانت له رحلة واسعة فى طلب الحديث طاف خلالها البلاد الإسلامية عدة مرات، فرحل إلى الحجاز لأداء فريضة الحج والسماع من أئمة الحديث وكبار الشيوخ، وزار المدينة النبوية ومكة المكرمة، ورحل إلى العراق، فدخل البصرة وبغداد والكوفة، ورحل إلى الشام، ومصر، والرى. فمكث قرابة الخمسة عشر عامًا فى طلب الحديث، لقى فيها عددًا كبيرًا من الشيوخ، وجمع ما يزيد على ثلاثمائة ألف حديث. أثنى عليه علماء عصره ومن بعدهم، واعترفوا له بإمامته وبالتقدم والإتقان فى علم الحديث. أخذ الحديث عن أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبى زرعة الرازى وغيرهم، وتتلمذ على الإمام محمد بن إسماعيل البخارى.

عاش مسلم بن الحجاج من كسب يده، فكان يعمل بالتجارة، وكان متجره بخان محمش، وكان يبيع فيه البزّ والأقمشة والثياب، فقال محمد بن عبدالوهاب الفراء: «وكان رحمه الله بزازًا»، وكانت له أملاك وضياع وثروة وكان يعيش منها مكنته من القيام بالرحلات الواسعة إلى الأئمة الأعلام الذين ينتشرون فى بقاع كثيرة من العالم الإسلامى.

ولم تكن التجارة عائقاً له عن طلب الحديث النبوى.

ارتحل الإمام مسلم فى طلب الحديث، فكانت رحلاته واسعة، فوصفه النووى أنه أحد الرحالين فى

طلب الحديث إلى أئمة الأقطار والبلدان، فطلب الحديث فى بلده نيسابور وخرسان.

كان مسلم من تلاميذ البخارى، وكان يُجله ويوقره، فيقول محمد بن يعقوب الحافظ: «رأيت مسلم بن الحجاج بين يدى البخارى يسأله سؤال الصبي»، فكان يذهب إليه ويُقبِّل ما بين عينيه، ويقول له: «دعنى أقبِّل رجليك»، وكان مسلم يقول: «لا يُبْغِضُكَ إِلا حَاسِدٌ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَيْسَ فِى الدُّنْيَا مِثْلُكَ.»، وعندما زار البخارى نيسابور سنة 250 هـ؛ لازمه مسلم ولم يفارقه. وكان مسلم ملازمًا للبخارى فى محنه أيًا، فقد خاصم مسلم محمد بن يحيى الذهلى بسبب ما وقع بينه وبين البخارى.

كما كان مسلم كثير الانتفاع بالبخارى، فيقول الدارقطني: «لولا البخارى ما راح مسلم ولا جاء»، ويقول ابن تيمية: «اتفق العلماء على أن البخارى أجل من مسلم فى العلوم، وأعرف بصناعة الحديث، وأن مسلمًا تلميذه وخريجه، ولم يزل يستفيد منه ويتبع آثاره). حيث إن مسلم قفا طريق البخارى، ونظر فى علمه وحذا حذوه، إلا أن مسلم لن يروى فى صحيحه عن البخاري؛ لأنه لازمه بعد إتمامه صحيحه.