رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكبر

بوابة الوفد الإلكترونية

الكبر داء أى عصر وسبب كل بلاء.. والكبر ليس فى خطورته الإنفة والتكبر على الناس أو الغرور والزهو وأمراض الطاووس فقط، وإنما الأخطر الاستمرار فى التمسك بالرأى حتى لو ثبت خطأ هذا الرأى وعدم الأخذ برأى الآخر حتى لو ثبت بالأدلة صحته.. الكبر أضاع الأمم قبلنا وأهدر الكثير من أوقاتنا.. الكبر أضاع ابن نوح عليه السلام عندما رفض ركوب السفينة وغرق.. الكبر أضاع فرعون وقومه.. وفى عصرنا أضاع أبناء وهدم بيوتاً.. الكبر سلم المجتمعات إلى الجهل لسنوات غير معدودات.. وفى الكبر لن تجد من يقول لا أعلم ويصر على أن يفتى.. والكبر شعور خادع بالاستعلاء، مصحوب باحتقار الناس.. قال تعالى: «إِنْ فِى صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ» (غافر: من الآية ٥٦).

وقد قسم العلماء الكبر إلى باطن وظاهر «فالباطن: خلق فى النفس، والظاهر: أعمال تصدر عن الجوارح..

وإن شر أنواع الكبر ما يمنع استفادة العلم وقبول الحق والانقياد له فقد تحصل المعرفة للمتكبر ولكن لا تطاوعه نفسه على الانقياد للحق قال الله تعالى: «وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا» (النمل: من الآية ١٤) ومن أنواع الكبر الدعاوى والمفاخر وتزكية النفس وحكايات الأحوال فى معنى المفاخرة للغير والتكبر بالنسب فمن له نسب شريف يستحقر من ليس له ذلك النسب وان كان أرفع منه عملًا

قال ابن عباس رضى الله عنهما: «يقول الرجل للرجل: أنا أكرم منك وليس أحد أكرم من أحد إلا بالتقوى» وكذلك التكبر بالمال والولد «أنا أكثر منك مالًا وولدًا» «أنّى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال» التكبر بالجمال والقوة وكثرة الأتباع ونحو ذلك «ليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتي»، كذلك «وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادى الرأى».

وقال تعالى عن المتكبرين «سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِى الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ» (الأعراف: من الآية ١٤٦)، وقال: «كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ» (غافر: من الآية ٣٥)، وقال: «إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ» (النحل: من الآية ٢٣).

وقال صلى الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة من كان فى قلبه حبة خردل من كبر». فاللهم لا تجعلنا معهم وأنعم علينا بطاعتك.