رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كيف كان يحيى النبى ليالى العتق من النيران؟

بوابة الوفد الإلكترونية

تعد العشر الأواخر من شهر رمضان من أفضل أيام الشهر المبارك، لما فيهم من بركة وخير، ودعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لاغتنام فضائل تلك الأيام، والحرص على أداء العبادات المذكورة فيه وفقًاً لما دعانا لها نبى الرحمة.

وأكدت أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم، أن تلك الأيام بها الخير فى قيامها وصيامها، والأعمال الصالحة فيها اجتهادًا عظيمًا فعن عائشة رضى الله عنها قالت: «كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله، وجدَّ وشدَّ المئزر».

علماء الأزهر يقدمون نصيحة للمسلمين لاغتنام العشر الأواخر من شهر رمضان.

يقول الدكتور محمد عبدالعاطى، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر والمنسق العام للعائلة المصرية، إن شهر رمضان كله شهر النفحات والخيرات والبركات وأن النبى صلى الله عليه وسلم ذكر لنا نفحات شهر رمضان فى حديث مشهور عندما اجتمع بصحابته فى آخر يوم من شعبان وقال لهم: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا، مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرٌ يُزَادُ فِى رِزْقِ الْمُؤْمِنِ فِيهِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ لَهُ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مثل أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ كُلُّنَا نَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ؟ قَالَ: «يُعْطِى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مَذْقَةِ لَبَنٍ أَوْ تَمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ، وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِمًا سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِى شَرْبَةً لا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ، مَنْ خَفَّفَ فِيهِ عَنْ مَمْلُوكِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ، وَاسْتَكْثِرُوا فِيهِ مِنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: خَصْلَتَانِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ، وَخَصْلَتَانِ لا غِنَاءَ بِكُمْ عَنْهُمَا، فَأَمَّا الْخَصْلَتَانِ اللَّتَانِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ: فَشَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَتَسْتَغْفِرُونَهُ، وَأَمَّا اللَّتَانِ لا غِنَاءَ بِكُمْ عَنْهُمَا، فَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَتَعُوذُونَ بِهِ مِنَ النَّارِ»

وبين «عبدالعاطى»، أن النبى صلى الله عليه وسلم قسم شهر رمضان ثلاثًا وقال إن أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران، فالعشر الأواخر يكون فيها العتق من النار، كما أن فيها ليلة القدر وهى ليلة خير من ألف شهر وأن الملائكة تتنزل فيها من كل أمر سلام هى حتى مطلع الفجر، بالإضافة إلى ما تحويه هذه الأيام من نفحات وخيرات عظيمة، وكذلك الاعتكاف، مشيرًا إلى أن من تبسم فى وجه أخيه فى هذه الأيام كان كمن أدى فريضة من الفرائض، لذلك يجب على المسلمين أن يغتنموها ويتقربوا فيها بالعبادة حتى يكونوا من الفائزين فى الدنيا والآخرة.

وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الله عز وجل قال فى كتابة العزيز: «وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ»، وروى أن

النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر، واجتهد فى العبادة مالا يجتهد فى غيره، كما أن هذا العشر هذا العشر فيه الاعتكاف، وروى عبدالله ابن عباس رضى الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه فى كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فالرسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسَلة.

وأضاف كريمة، أن فى هذا العشر ليلة القدر وهى ليلة خير من ألف شهر، قال النبى صلى الله عليه وسلم «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، وفيها صدقة الفطر وهى طهرة للصائم من اللغو والرفث، ثم ينتهى العشر بيوم الجائزة وهو عيد الفطر، وفى هذه العشر من الأذكار لقوله تعالى ألا بذكر الله تطمئن القلوب، وقوله جل شأنه فاذكرونى اذكركم، فيجب المسارعة والمسابقة والمنافسة لفعل الخيرات فى هذه العشر والادخار للباقيات الصالحات لأعلى الدرجات فى الجنات.

فضائل العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك

ومن خصائص هذه العشر الاعتكاف فيها ولزوم المسجد لطاعة الله تعالى وهو ثابت بالكتاب والسنة، قال الله تعالى: «وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِى الْمَسَاجِدِ»، وعن عائشة رضى الله عنها، أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده.

كما يعد من فضائل هذه العشر «ليلة القدر» قال الله تعالى: «حم والكتاب المبين إنا أنزلناه فى ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمرًا من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك إنه هو السميع العليم».

وأن الله أنزل القرآن الكريم فى تلك الليلة التى وصفها رب العالمين بأنها مباركة وقد صح عن جماعة من السلف منهم ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغيرهم أن الليلة التى أنزل فيها القران هى ليلة القدر.