عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الخنساء

بوابة الوفد الإلكترونية

تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية ولقبها الخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه.

عرفت رضى الله عنها بحرية الرأى وقوة الشخصية، ونستدل على ذلك من خلال نشأتها فى بيت عـز مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التى كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بنى جشم؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بنى قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبدالعزيز السلمى، إلا أنها لم تدم طويلاً معه؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله، لكنها أنجبت منه ولدًا، ثم تزوجت بعده من ابن عمها مرداس بن أبى عامر السلمى، وأنجبت منه أربعة أولاد.

وأكثر ما اشتهرت به الخنساء فى الجاهلية هو شعرها وخاصة رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية والذين ما فتأت تبكيهما حتى خلافة عمر، ومما يذكر فى ذلك ما كان بين الخنساء وهند بنت عتبة قبل إسلامه، نذكره لنعرف إلى أى درجة اشتهرت الخنساء بين العرب فى الجاهلية بسبب رثائها أخويها

عندما كانت وقعة بدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبة ترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة.

وأمرت بأن تقارن مصيبتها بمصيبة الخنساء فى سوق عكاظ، وعندما أتى ذلك اليوم، سألتها الخنساء: من أنت يا أختاه؟ فأجابتها: أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغنى أنك تعاظمين العرب بمصيبتك فبم تعاظمينهم أنت؟ فقالت: بأبى عمرو الشريد، وأخى صخر ومعاوية, فبم أنت تعاظمينهم؟ قالت الخنساء: أوهم سواء عندك؟ ثم أنشدت هند بنت عتبة تقول:

أبكى عميد الأبطحين كليهما     ومانعها من كل باغ يريدهـا

أبى عتبة الخيرات ويحك فاعلمى    وشيبة والحامى الذمار وليدها

أولئك آل المجد من آل غالب وفى العز منها حين ينمى عديدها

فقالت الخنساء:

أبكـى أبى عمـرًا بعيـن غـزيـرة     قليـل إذا نـام الخلــى هجودهـا

وصنوى لا أنسى معاوية الذى له من سراة الحرتيـن وفـودهـا

وصخرًا ومن ذا مثل صخر إذا     غدا بساحته الأبطال قــزم

يقودها

فذلك يا هند الرزية فاعلمى     ونيران حرب حين شب وقـودهـا

قال ابن عبدالبر فى الاستيعاب: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومها من بنى سليم فأسلمت معهم.

وتعد الخنساء من المخضرمين؛ لأنها عاشت فى عصرين: عصر الجاهلية وعصر الإسلام، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها.

- فقد كانت فى الجاهلية يوم سمعت نبأ مقتل أخيها صخر، فوقع الخبر على قلبها كالصاعقة فى الهشيم، فلبت النار به، وتوقدت جمرات قلبها حزنًا عليه، ونطق لسانها بمرثيات له بلغت عشرات القصائد.

- ويوم نادى المنادى أن هبى جيوش الإسلام للدفاع عن الدين والعقيدة ونشر الإسلام، فجمعت أولادها الأربعة وحثتهم على القتال والجهاد فى سبيل الله، لكن الغريب فى الأمر يوم بلغها نبأ استشهادهم، فما نطق لسانها برثائهم وهم فلذات أكباده، ولا لطمت الخدود ولا شقت الجيوب، وإنما قالت برباطة جأش وعزيمة وثقة: «الحمد لله الذى شرفنى باستشهادهم، وإنى أسأل الله أن يجمعنى معهم فى مستقر رحمته.

انه الإسلام الذى ينقل الإنسان من حال إلى حال، ويرقى به إلى مصاف الكمال، فيتخلى عن كل الرذائل، ويتحلى بكل الشمائل، ويقف ثابتًا فى وجه الزمن، ويتخطى آلام المحن, ليصل إلى جنه ربه.

توفيت رضى الله عنها فى أول خلافة عثمان رضى الله عنه سنة 24هـ.

 

 

[email protected]