رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نقود حركة فكرية ضد جماعات الإرهاب.. ونسعى لنشر صحيح الإسلام

بوابة الوفد الإلكترونية

بروتوكولات تعاون مع المؤسسات المعنية بترسيخ ثقافة السلام ومكافحة الكراهية

فتاوى جديدة تتعلق بالصيام فى قوالب «انفوجرافك» وحملة «فتبينوا» بكافة اللغات

 

الأزهر الشريف كان ولا يزال قلعة الإسلام الحصينة التى يلجأ إليها كل من يريد أن يستقى من معين العلوم الإسلامية والإنسانية والطبيعية والهندسية وغيرها، وقد كان للأزهر دور بارز أمام قوات الاحتلال التى تعاقبت على مصر، وكذلك مشاركته الفاعلة فى تلك الثورات التى شكلت دورًا فارقًا فى التاريخ المصرى، مثل: ثورة القاهرة الأولى عام 1798، وثورة القاهرة الثانية عام 1800 ضد الاحتلال الفرنسى، وثورة 1805 التى تم فيها اختيار محمد على واليًا على مصر، وثورة  1919 ضد الاحتلال الإنجليزى إلى آخر كل هذه الأدوار الفارقة.

 والآن يستكمل الأزهر الشريف دوره الريادى بقيادة فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف من خلال العديد من قطاعاته، ومن بينها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الذى يعد عين الأزهر الناظرة على العالم، ويقود بالفعل الحركة الفكرية ضد جماعات الإرهاب؛ إيمانًا منه بواجبه الدينى والوطنى والإنسانى، خاصةً وأن هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة تعمل على إخراج النصوص الدينية عن سياقها، واجتزاء ما تميل إليه أفكارهم المريضة للدخول من خلالها إلى عقول الشباب، ومن هنا يقوم الأزهر بتوعية الصغار والشباب والكبار وكذا المرأة، ويعمل على تقويم ما أفسدته تلك الجماعات المتطرفة. 

«الوفد» التقت بالدكتور طارق شعبان مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف فكان هذا الحوار.

• إذا عدنا للوراء.. كيف نبتت فكرة إنشاء مرصد الأزهر وما أهم أهدافه ورسالته؟

- يعود إنشاء مرصد الأزهر إلى الثالث من شهر يونيه 2015، وقد تم إنشاء المرصد بناءً على توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ ليكون إحدى أهم الدعائم الحديثة لمؤسسة الأزهر العريقة، وقد وصفه فضيلة الإمام بأنه «عين الأزهر الناظرة على العالم»، وذلك لرسالة الأزهر العالمية والدور الذى يضطلع به فى نشر رسالة الإسلام الوسطية بعيدًا عن الغلو والتطرف، هذا بالإضافة إلى رسالته الإنسانية ودوره الاجتماعى فى نشر مفاهيم التآخى والعيش والمشترك  لتعزيز السلم الدولى.

يضم المرصد مجموعة من الشباب الباحثين الذين يجيدون العديد من اللغات الأجنبية إجادة تامة ويعملون بجد ودأب على مدار الساعة؛ لرصد كل ما تبثه التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، ومتابعة كل ما يُنشر عن الإسلام والمسلمين فى أرجاء العالم. ‏

أما عن  أهدافه فهي: رصد كل ما تبثه التنظيمات المتطرفة ومتابعة كل ما يُنشر عن الإسلام والمسلمين فى العالم على مواقع الإنترنت والقنوات التليفزيونية ومراكز الدرسات والصحف والمجلات الصادرة باللغة العربية وباللغات أجنبية. ومتابعة المستجدات والقضايا وتحليلها والرد عليها بموضوعية وحيادية على مستوى فكرى ومنطقى يتناسب مع المتلقى، بما يراعى المتغيرات واختلاف البيئات والثقافات. والمعالجة الشرعية والفكرية للقضايا ذات الصلة بعمل المرصد. ونشر الفهم الصحيح للإسلام، وتحصين الشباب من الوقوع فى شباك التطرف، ومجابهة الفكر المتطرف وتفكيكه وإقامة الحجة عليه، ومساعدة المسلمين فى الغرب على الاندماج فى مجتمعاتهم واحترام قوانين البلاد التى يعيشون فيها مع المحافظة على هويتهم، ومتابعة العديد من القضايا العالمية مثل قضية اللاجئين وكذلك قضية القدس الشريف.

• وما أهم القضايا التى يتناولها المرصد وترد له؟ وما اللغات التى يتعامل بها المرصد؟

- يعمل المرصد باثنتى عشر لغة حية هى: «العربية، والإنجليزية، و‏الفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والأردية، والفارسية، واللغات الإفريقية، والصينية، والتركية، والإيطالية، والعبرية»‏، حيث تنشر كل وحدة مخرجاتها من أخبار ومتابعات ومقالات ورسائل توعوية عبر بوابة الأزهر الإلكترونية، وصفحة المرصد على «فيسبوك» باللغة المخصصة لها.

أما أهم القضايا التى يتناولها المرصد فهى: التطرف والإرهاب: فالأحداث المأساوية التى يعيشها عالمنا المعاصر، وما خلفه التطرف والإرهاب من ضحايا أبرياء، وتدنيس للمقدسات، واستغلال للدين وتشويه صورته السمحة، وتأجيج الفتن والاختلاف بين الناس، جعلت من دراسة التطرف والإرهاب ضرورة ملحَّة، ولمَّا كان هناك من يتبنى مثل هذه الأفكار المتطرفة ويعبث بعقول الآخرين كان من الضرورى على المؤسسات المختلفة أن تأخذ هى الأخرى دورها فى مكافحة هذا التطرف والإرهاب، لتحصين الشاب من براثن هذه الأفكار التى لا تقود إلا إلى الهلاك.

ومن هنا كان دور «مرصد الأزهر لمكافحة التطرف» عين الأزهر الناظرة على العالم، فى دراسة أسباب ودوافع التطرف والإرهاب، بالإضافة إلى سبل الوقاية منهما؛ امتثالًا لقول الله تعالى: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)، وحرصًا من الأزهر على القيام بواجبه الدينى والوطنى والإنسانى.

أيضا يتناول المرصد أحوال الإسلام والمسلمين، حيث يُعد الوقوف على أحوال الإسلام والمسلمين فى العالم بأسره من أبرز تعاليم الإسلام السمحة، حيث يقول الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، ويقول النبي: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)، لذا فإن من أولويات مرصد الأزهر الاهتمام بكل ما يخص المسلمين فى الدول الغربية؛ فهم بحاجة ماسة إلى المساندة والمؤازرة فى ظل مجتمعات تفشى فيه خطاب الكراهية ضد المسلمين، وانتشرت ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، وألصقت التهم- على خير وجه- حق بالإسلام والمسلمين، وأهدرت على إثر ذلك أهدرت حقوق المسلمين فى البلاد الغربية، كما يتناول الإسلاموفوبيا: رهاب الإسلام أو الخوف من الإسلام، وهى ظاهرة قديمة حديثة تشير إلى خوف ورهبة المجتمع الغربى أو غير المسلم من الإسلام والمسلمين.

كما أن أزمة فلسفة الخوف على العموم وظاهرة الإسلامُوفوبيا على الخصوص من الأمور التى تتربع على عرش القضايا الشائكة فى عالم ما بعد الحداثة، فالخوف ظاهرة إنسانية طبيعية فى نفس كل فرد، يستثمرها بعض المنتفعين لجلب مصالح اقتصادية أو سياسية أو إعلامية، متجاهلين الدور الأخلاقى المنوط برسالتهم الإعلامية والسياسية والاقتصادية.

ومن أبرز ما أصدره مرصد الأزهر فى هذا الصدد كتاب بعنوان: «مسلمو العالم»، يتناول فيه ظاهرة «الإسلاموفوبيا» وقضايا اللاجئين والحالة الدينية للمسلمين حول العالم، وذلك فى إطار متابعة المرصد لمستجدات تلك القضايا المهمة، ورصده لما يثار من أفكار عدائية ودعوات للكراهية والتعصب والتمييز خاصة ضد الإسلام والمسلمين. كما يتناول المرصد قضية اللاجئين: يُعتبر اللاجئون ثالث أكبر القضايا الشائكة التى تواجه العالم بأسره بعد الإرهاب و«الإسلاموفوبيا»، وهو ما يمكن وصفه بأن تلك القضية هى إحدى النتائج الرئيسة لظاهرة الإرهاب التى ضربت دول العالم منذ سنوات.

ورغم أن قضية اللاجئين ليست قضية جديدة، فإنها باتت تشكل أزمةً عالمية، خاصةً مع تزايد حدة التوتر السياسى فى عدد من البلدان على رأسها بعض الدول العربية التى فر العديد من قاطنيها من جحيم الأزمات فيها، وهربوا من بطش الجماعات الإرهابية التى سيطرت على أراض فيها.

وبالنسبة لما يرد إلينا، فيستقبل المرصد أسئلة حول بعض المفاهيم المغلوطة والأفكار المسمومة التى تبثها الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى استفسارات عن أبرز الإحصائيات والدراسات التى توصل إليها المرصد، نظرة العالم إلى تحركات الأزهر الشريف وبخاصة لقاءات وجولات فضيلة الإمام الأكبر فى الخارج وتوطيد العلاقة مع «الفاتيكان»، والعمل على نشر السلام وثقافة التسامح وتوضيح للعالم أجمع أن الإسلام بريء من كل التهم الملصقة إليه، والتنديد بكل الأفعال والأعمال الإرهابية التى ينفذها من ينتسبون زورًا وبهتانًا إلى الإسلام.

• ما أهم الأساليب التى يتبعها المرصد لمواجهة ظاهرة استقطاب الشباب عن طريق الجماعات والتنظيمات الإرهابية مثل داعش؟

- آلية الرصد داخل المرصد تتم عبر مراحل ومنها: الرصد: ويتم من خلاله رصد الأخبار والمقالات وتسجيلها فى استمارات الرصد، وتصنيفها وفقًا للنظام المعمول به فى المرصد. والتحليل: يحلل محتوى النموذج، ثم يُرفع إلى مشرف الوحدة، وإحالة القضايا التى تحتاج إلى ردود شرعية إلى اللجنة الشرعية، وإحالة الإجابات إلى محرر للمراجعة النهائية قبل إحالتها إلى مدير المرصد من خلال وحدة المشرفين.

وبذلك يسعى المرصد عند تناوله قضية من القضايا الفكرية أو الشرعية أن يكون الطرح على مستوى فكرى ومنطقى يتناسبان مع المتلقى فى سياقه فلا يعتمد على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والنصوص الدينية فحسب، إنما على كيفية فهمها فهمًا صحيحًا، وكيفية تناولها وتطبيقها وإسقاطها على الواقع فى ظل المتغيرات واختلاف البيئات والثقافات، الأمر الذى ينعكس بالضرورة على تجديد الخطاب الدينى ليقدم لنا فى النهاية خطابًا متوازنًا يتسم ببساطة الأسلوب ووضوح المقصد ودقة العبارة واعتماد الشرع والعقل، ذلك أن المرصد يخاطب الجميع مهما اختلفت ثقافاتهم وألوانهم.

 كما يُعنى المرصد بنشر المقالات والردود الشرعية والتى ترد على ما تثيره الجماعات الإرهابية من أفكار متطرفة وتفسير مغلوط وقراءة خاطئة للنصوص الإسلامية، كما يطلق المرصد من خلال موقعه حملات تستهدف توعية الشباب بصورة الإسلام الحقيقية، وتعمل على نشر القيم والمبادئ الإنسانية، مثل حملة: «يدعون ونصحح»، و«مفهوم الجهاد»، و«قيم إنسانية»، و«كيف لدين؟!» و«رحمة للعالمين»، و«أنتِ ملكة»، و«أبجديات» وحملة «الذى باركنا حوله» التى نُشرت بـ 12 لغة.

كما يشارك المرصد بأعضائه وتقاريره المختلفة فى العديد من المؤتمرات الدولية التى تناقش قضايا الإسلام والإرهاب، وعلاقة المسلم بغير المسلم، وتعزيز قيم التسامح والرحمة والعيش المشترك، وتعزيز المجتمعات المتماسكة، ومناهضة الإسلاموفوبيا، ومساعدة الأقليات المسلمة على الاندماج فى المجتمعات التى يعيشون فيها مع المحافظة على هويتهم، والمساعدة على تقديم الحلول الشرعية والفقهية والعملية للمشكلات التى يواجهها المسلمون فى الغرب، ويفتح المرصد أبوابه للتعاون مع المؤسسات المعنية

بنشر ثقافة السلام ومكافحة الكراهية ودعم التعددية والتشجيع على تأسيس مجتمعات آمنة تنعم بالرخاء والأمن والسلام.  

• وماذا عن إصدارات المرصد؟

- أصدر المرصد عددًا من الكتب تُعتبر مرجعًا للباحثين فى مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، ويتناول بعضها الجماعات الإرهابية وكيفية استقطابها للشباب، فيما احتوت بعض الكتب على كيفية تنامى ظاهرة «الإسلاموفوبيا» فى أوروبا، بالإضافة إلى إصدارات أخرى تدور موضوعاتها حول جماعات القتل باسم الدين فى إفريقيا وأخرى حول العائدين من داعش، ولعل من أبرز هذه الكتب: «استراتيجية داعش فى استقطاب وتجنيد الشباب» و«تصاعد حِدة ظاهرة الإسلاموفوبيا فى أوروبا» و«العائدون من داعش» و«لماذا تتصدّر بوكو حرام الجماعات الأكثر دموية فى العالم؟» و«مسلمو بورما» و«مسلمو كندا الحالة الدينية.. والتحديات» و«مسلمو سويسرا.. الحالة الدينية والتحديات» و«مسلمو فرنسا.. الحالة الدينية والتحديات» و«مسلمو بلجيكا الحالة الدينية.. والتحديات» و«مسلمو العالم، اللجوء- الإسلاموفوبيا- الحالة الدينية» ومجلة «مرصد».. الإصدار الشهرى للمرصد وهذا بالطبع إلى جانب كتب وإصدارات باللغات الأجنبية تتناول مكافحة التطرف وتجديد الخطاب الدينى.

• هل الوافدون من طلاب الأزهر من الممكن أن يلعبوا دورًا لنشر دور الأزهر فى الخارج؟

- بالطبع، وملف الطلاب الوافدين أحد أهم الملفات فى الفترة القادمة، حيث تم العمل على الاستفادة من الوافدين بكل ما هو متاح، فلدينا آلاف الطلاب فى جامعة الأزهر من الوافدين يمكن الاستفادة منهم فى مسألة القضاء على التطرف، من خلال عمل برنامج تدريبى خاص بهم، وخاصة إنهم من بلدان إفريقية تعانى من جود جماعات متطرفة مثل «بوكو حرام»، وحركة «الشباب».

وعن آلية تطبيق هذه البرامج على الطلاب الوافدين فتجدر الإشارة هنا إلى أن هؤلاء الوافدين تستمر دراستهم من 4 إلى 5 سنوات، يمكن خلالها الذهاب إليهم فى مقرات إقامتهم والتحدث معهم وفهم مشاكلهم والتأكيد معهم على دور الأزهر فى الاهتمام بهذه المشكلات والتى من بينها محاربة التطرف فى بلدانهم والرد على الجماعات المتطرفة وتفنيد أفكارها وفضح أكاذيبها، وبالاستماع إلى آرائهم ومعرفة ما يدور فى بلدانهم يمكننا تشكيل قاعدة بيانات عريضة، ليصبحوا فيما بعد سفراء الأزهر فى بلادهم ينقلون إليها صورة الأزهر والإسلام الحقيقية، وبالتالى يصبح للأزهر عيون فى كل البلاد التى يأتى منها الوافدون.

• ما تأثير وسائل الإعلام المغلوطة على صورة الأزهر فى الخارج وكيف تتصدون لها؟

- وسائل الإعلام تشكل الرأى العام، فعندما تتعامل وسائل الإعلام فى الخارج مع شائعة مثل ما يخص مسألة «تعدد الزوجات» التى طرحها فضيلة الإمام الأكبر، نجد أنهم  يطرحونها مجزأة وهو ما توقَّعه شيخ الأزهر عندما قال: «أرجو ألا يتم اقتطاع أو اجتزاء هذه النصوص إلى مكاسب»، وبالفعل استخدمته بعض التيارات فى مصر لتشويه الصورة، ثم أعادت وسائل الإعلام فى الخارج استخدامه بعد اقتطاعه لنفس الهدف، دون استقاء المعلومات من مصادرها الأصلية، وللأسف هذا يشير إلى خطر وسائل الإعلام وقدرتها على تشويه الصورة، فكل المؤتمرات والندوات وخطابات شيخ الأزهر التى تحظى باهتمام وإعجاب العالم، يمكن أن تمحى بخبر واحد زائف.

• اللغة التى يستخدمها المرصد ربما لا تتماشى مع العامة.. كيف يمكن حل هذه المعضلة؟

- نعمل حاليًا على توفير وحدة مستقلة يعمل بها العديد من الكوادر البشرية تهتم بتوصيل المعلومة للمتلقى عبر وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة حسب طبيعة كل وسيلة بما يتناسب مع كافة الشرائح المجتمعية، بحيث يكون خطابنا وأسلوبنا مناسبًا للجميع، ولكى تصل المعلومة إلى المثقف والبسيط ولكل دول العالم من خلال الترجمة سواء للمنشورات أو مقاطع الفيديو.

بالإضافة إلى أن المرصد لا يعتمد فى ردوده على النصوص الدينية فحسب، ولكنه يتناول كيفية فهم ‏هذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والنصوص فهما صحيحًا وتطبيقها وإسقاطها على الواقع فى ظل ‏المتغيرات واختلاف البيئات والثقافات، الأمر الذى ينعكس بالضرورة على تجديد الخطاب الدينى ليقدم لنا فى النهاية ‏خطاباً متوازناً يتسم ببساطة الأسلوب ووضوح المقصد ودقة العبارة واعتماد الشرع والعقل صنوان لا ينفصلان، لأنه ‏يخاطب الجميع مهما اختلفت ثقافتهم وألوانهم بعيدا عن التكلّف والتنفير. ومن هنا كان لحملات التوعية ‏التى أطلقها المرصد وما زال يطلقها عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعى صدى واسعًا بين الشباب، ومردودًا إيجابيًّا على أفكارهم وتوجهاتهم. ‏

• كيف يتعامل المرصد مع التيارات المتطرفة التى دائما ما تصطاد فى الماء العكر لتشويه المؤسسة الأزهرية؟

- نتعامل مع المؤسسات الكبرى ونوصل إليهم صوتنا بشكل رسمي؛ لنعلمهم أن الأزهر هو البوابة الكبرى والأولى والرئيسة لتوصيل المعلومات للجميع، ونوضح أنه يمكن معرفة كل ما يخص مؤسسة الأزهر وشيخها وكلماته فى المحافل الدولية من خلال موقعنا الرسمى بـ12 لغة على «بوابة الأزهر الإلكترونية»؛ لأن الأزهر هو المؤسسة التاريخية التى ينظر إليها الجميع من كافة ربوع الأرض.

• هل المرصد له استراتيجية خاصة خلال شهر رمضان؟

- استراتيجية المرصد هى مكافحة الفكر المتطرف، ومرصد الأزهر له فى كل مرحلة وكل مناسبة عدة آليات وبرامج من أجل تنفيذ تلك الاستراتيجية. ويعمل المرصد خلال شهر رمضان على إصدار فتاوى جديدة تتعلق بالصيام من خلال مركز الفتوى، وهذه الفتاوى يضعها المرصد فى قوالب «انفوجرافك» لتوزيعها على المسلمين الموجودين خارج مصر بلغاتهم التى يتكلمونها. وكذلك هناك حملة يقوم بها مرصد الأزهر باثنتى عشرة لغة لمكافحة الشائعات التى تبثها التنظيمات الإرهابية، وعنوان تلك الحملة هو «فتبينوا» وتنشر خلال شهر رمضان المبارك كاملاً عبر منصات مرصد الأزهر الرسمية بكافة اللغات.

• بصراحة.. هل ترى أن المرصد حقق الهدف المنشود من إنشائه؟

- الإرهاب والتطرف لن ينتهيا من العالم، نحن نستهدف الحد من هذه الظاهرة وحماية الشباب المصرى والعربى بل وشباب العالم منها، وبالطبع الطريق طويل، لكن لم يكن يتوقع نجاح المرصد بهذه الصورة فى هذه الفترة القصيرة منذ إنشائه، فلم يكن متوقعًا أن يكون المرصد فى عقول الدبلوماسيين الدوليين، ولم يكن متوقعا له أن يقوم بهذا الرصد الكبير للجماعات المتطرفة.

وفى نهاية حديثى أود القول إنه فى سبيل ذلك كله، نجد دعماً مباشراً من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب حفظه الله فى تلبية كافة احتياجات المرصد وكذلك متابعة ما يقوم به المرصد من أنشطة مختلفة.