رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صلاح صيام يكتب: سليط بن قيس

بوابة الوفد الإلكترونية

أحد رجال الأنصار، وأمه هي الصحابية الجليلة زغيبة بنت زرارة، وتكنى بأم باسم، وخاله هو الصحابي الجليل أسعد بن زرارة رضي الله عنه، ولد بيثرب، وقد كان سليط بن قيس من رواة الحديث.

كان يعرف رضي الله عنه بشجاعته الشديدة وإقدامه المتناهي في المعارك، كما أنه كان صاحب رأي واستشارة في المعارك، بما لديه من حكمة وعقل فطن، وقد شهد جميع الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم، والعديد من المشاهد.

في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، شارك سليط بن قيس في حروب الردة، ومنها موقعة اليمامة التي وقعت في العام الحادي عشر للهجرة النبوية الشريفة، والتي كان يحارب فيها مسيلمة الكذاب وأتباعه، حيث بعثه أبو بكر ليكون رداء أو حاميا لمؤخرة الجيش الذي كان يقوده خالد بن الوليد رضي الله عنه، أما في خلافة عمر بن الخطاب فقد شارك الصحابي الجليل في فتح المدائن وقد كان هذا تطوعا منه، ومن أهم تلك الفتوحات فتح العراق، حيث قام عمر بن الخطاب بدعوته هو وأبي عبيد الثقفي وسعد بن أبي وقاص ليقود واحد منهم الجيش، ولكن سليط وسعد بن أبي وقاص،  قد أتيا متأخرين عن أبي عبيد الثقفي فأخذ أبو عبيد القيادة قبلهما.

 

 

وتتضح حكمة الصحابي الجليل  سليط بن قيس بشكل جلي في موقعة الجسر والتي وقعت في العام الثالث عشر من الهجرة النبوية الشريفة، حيث إن أبا عبيد الثقفي قد أراد أن يعبر الجسر بجيش المسلمين بهدف لقاء العدو بعد أن أقسم بأن يقطع عليهم نهر الفرات الذي كان بينه وبين جيش العدو، وهذا بعد أن قام جيش العجم بإرسال رسول لهم ويدعى رستم، وقال لهم إما أن تعبروا إلينا أو نقوم نحن بالعبور إليكم، ولكن أبا عبيد الثقفي من شدة شجاعته أراد أن يقوم هو بالعبور لملاقاتهم، ولكن سليط بن قيس خاف على المسلمين وقال لأبي عبيد أناشدك الله ألا تفعل فإن العرب تحارب كرا وفر، يعني أن الجسر مكان

ضيق ولا يصلح للقتال خاصة أن الجيشين كبيران، ولكن أبا عبيد ظن أن سليط قد خاف من ملاقاته للعدو، واتهمه بالجبن, ولكن سليط أجابه بأنه لم يخف ولم يصبه الجبن، ولكنه مجرد رأي ورؤيا واضحة لما قد يصيب جيش المسلمين، وإنه إن أراد أخذ برأيه أو لا، وتركه لينفذ ما يريد، وبالطبع نفذ الصحابي أبو عبيد الثقفي ما كان ينوي، وقام بعبور الجسر بالجيش الذي كان عدده تسعة آلاف مقاتل، وكانت النتيجة أن خسر جيش المسلمين في تلك المعركة أربعة آلاف مقاتل، وتحققت مخاوف سليط، والذي ثبت وقاتل حتى آخر نقطة في دمه، أمام جيش العجم الذي كانت أفيلته الضخمة تخيف خيل جيش المسلمين، حتى استشهد داخل المعركة.

 

وكذلك استشهد القائد أبو عبيد الثقفي، رضي الله عنهما، وكانت تلك هي المرة الأولى التي ينتصر فيها جيش العجم على المسلمين، ورغم الخسارة الفادحة التي أصابت المسلمين في تلك الواقعة، إلا أنها تدل على شجاعة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين لم يفكروا يومًا سوى في رفع راية الإسلام مهما كلفهم الأمر من مشقة.

واستشهد الصحابي سليط بن قيس عام 13 من الهجرة النبوية الشريفة، بمعركة الجسر، وكان آخر من قتل فيها، كما أنه قد استشهد بجانب الصحابي الجليل أبي عبيدة الثقفي رضي الله عنه.

 

 

 

[email protected]