رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السنوسي محمد السنوسي يكتب: الدرس الزماني

السنوسي محمد السنوسي
السنوسي محمد السنوسي

يتحرك الإنسان في بُعدين أساسيين: الزمان والمكان.. والزمان هو رأسمال الإنسان، فكل يوم ينقضي يقربه من نهاية الرحلة، ويُنقص من رأسماله، ولا يمكن تعويضه..!

والصيام هو عبادة في إطار زماني، بخلاف الحج الذي هو عبادة يمتزج فيها البعد الزماني بالمكاني.. وشهر رمضان بمجرد أن يبدأ فإن كل لحظة تمر منه إنما تُنقص من مداه الزماني؛ أي من الفرصة المعروضة فيه من الرحمة والمغفرة والنفحات.

ومن أجل هذا، فعلى الإنسان أن يحاول الاستفادة من كل لحظة في هذا الشهر الكريم، وأن يرتب فيه أموره وأولوياته.. وعليه أن يجعل من «رمضان» درسًا عمليًّا في كيفية الانتباه لأهمية الزمن في الحياة عمومًا..

لقد كان الصحابة يستعدون لرمضان قبله بستة أشهر، ويودعونه بستة أخرى بعده؛ لما يعلمون من أهمية «الزمان الرمضاني»، الذي هو صورة مصغرة من الزمان/ العُمر، الذي هو عبارة عن حياة الإنسان.. فما الإنسان إلا أيام معدودة كما كان يقول الحسن البصري: «يا ابن آدم، إنما أنت

أيام معدودة، كلما ذهب يوم ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل».

«الزمان» هو أحد أطراف «معادلة الحضارة» عند المفكر الكبير مالك بن نبي، والتي تتكون برأيه من: إنسان+ وقت+ تراب (أي مواد خام). وكلما كان الإنسان مدركًا لأهمية الوقت، كان قادرًا على الإسهام في معادلة الحضارة: إنتاجًا وإبداعًا، أما المهملون للزمان، الغافلون عن قيمته وجدواه، فإنهم يكونون عالة في الميزان الحضاري، ويبحثون عن وسيلة لـ«قتل الوقت»، وليس لتعظيمه وتفعيله!!

إن «الزمان» عامةً أثمن من أن يُقتل، وينبغي أن نبحث عما يحييه ويعيد له الفاعلية.. و«زمان رمضان» خاصةً أثمن وأثمن، ولا يوزن حتى بالذهب!