المقداد بن الأسود
أحد السابقين الأولين والمبادرين لاعتناق الإسلام، المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة القضاعى الكندى البهراني.
شهد بدرا والمشاهد، وثبت أنه كان يومها فارسا، وله مجموعة من الاحاديث، حدث عنه على، وابن مسعود، وابن عباس، وجبير بن نفير، وابن أبى ليلى، وهمام بن الحارث.
والحديث الذى رواه مسلم من حديث المقداد بن الأسود قال: أتيت أنا وصاحبان لى قد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد والجوع والمشقة، فعرضنا أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس هناك أحد يقبلنا، وهذا بسبب فقد ما يواسون به الصحابة وإلا ما كان الواحد منهم يتردد فى أن يواسى أخاه لأنهم كانوا من أشد الناس بذلًا، الملاذ الأخير لهم دائمًا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذهبنا إلى النبى - صلى الله عليه وسلم- فإذا ثلاث أعنز فقال احتلبوا هذا اللبن بيننا، المقداد وصاحباه ورسول الله صاروا أربعة، فكانوا يحتلبون اللبن ويقسمونه على أربعة أوان كل واحد يشرب نصيبه والرسول صلى الله عليه وسلم، بعدما يرجع يسلم سلامًا لا يوقظ نائمًا ويسمع اليقظان ثم يأتى المسجد فيصلى ثم يأتى نصيبه من اللبن فيشربه.
قال المقداد: فجاءنى الشيطان يومًا فقال: إن محمد يأتى الأنصار فيتحفونه وما به حاجة إلى هذه الجرعة فقم واشربها، فلما أن وغلت فى بطنى وعلمت أنا لا سبيل إليها ندمنى الشيطان وقال: ويحك ماذا فعلت أشربت شراب محمد الآن يجيء فيكشف إناءه فلا يجد اللبن فيدعو عليك فتذهب دنياك وآخرتك، لما قرع هذا الخاطر عقل المقداد قال: على شملة إن غطيت بها رأسى بدت قدماى وإن غطيت قدمى بدا رأسى وجعل لا يجيئنى النوم، أما صاحباى فناما لأنهما لم يفعلا ما فعلت، قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، على عادته فسلم سلامًا يسمع اليقظان ولا يوقظ النائم فصلى ثم جاء فكشف إناءه فلم يجد شيئًا
مات رضى الله عنه فى سنة ثلاث وثلاثين، وصلى عليه عثمان بن عفان ودفن بالبقيع.