رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السَّرْد ديوان العرب في "زمن الرواية

بوابة الوفد الإلكترونية

إن نظرية الأنواع الأدبية الحديثة لتؤكد حقيقتين؛ مؤداهما أنّ:

* ثمة كمٌّ هائل من التَّداخل بين تقنيات الأنواع الأدبية الرئيسة وبعضها، على نحو أشْبه ما يكون بزحزحة الجدران بين الأنواع الأدبية، وهو ما اصطلح عليه بـˮتداخل الأنواع الأدبية“، وهو ما ينْفتح بنا على عوالم رحيبة، ذات صلة وثيقة بتضفير الخطاب الأدبى.

وكان من ثِمار تزاوُج القصّ بالدّراما أن أفاد كلاهما من التقنيات التى يقدّمها له الآخر؛ فمن شأن المزيج الدرامى أن يجسِّد الأبعاد الدِّرامية للقصة والسيناريو، ويتأرجح بمشاعر المشاهد ويستلب كيانه ويدخله فى عوالمه الخاصة، على النحو الذى كان له فعل السحر، بما للغة الفن من طاقات جبارة وقوة ناعمة وسحر وجاذبية، الأمر الذى دفع بالسَّـرْد نحْو مزيد من ممارسة سطوته على المشاهدين واستلابه إياهم. هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن المادة الصوتية أو السَّمْعية أو البصرية من شأنها أن تكْسر حاجز الأمية، الذى سبق أن حال بين شريحة من القراء وبين ما يشْتهون من قراءة القصة المكتوبة، حتى إذا ما قُدِّمت لهم مادة أحداثها مُمَثَّلة أقبلوا عليها شغفين؛ فيتضاعف بذلك حَجْم الشَّـرائح المستهلكة للمادة القصصية بعد تلفزتها دراميًّا. وهكذا تتعاظم فعالية اللغة القصصية فى جذب شريحة جماهيرية كبرى، وهو سلاح ذو حدين يشى فى الواقع بضرورة أن يأخذ كُتَّابنا فى اعتبارهم حساسية المشهد الثقافى والفنى، والطبيعة النوعية لجمهور قرائهم ومشاهديهم على السواء.

     • قوة اللغة السَّرْدية قوام الدّراما

الدِّراما كلمة إغريقية قديمة تعنى ˮالعمل“. ولقد عرَّف ˮأرسطو“ الدراما بأنها ˮمحاكاة لفعل إنسان“،

ولعل أقرب تحديد لمفهوم الدراما فى أفلام التلفزيون، هو أنها ˮالتعبير باللفظ القليل عن المعنى الكثير“؛ ولذلك يقولون: إن كل صورة تروى قصة، فإذا ما رويت القصة بأقل قدر من الإمكانيات والوسائل؛ حقّ لنا أن نسمى العمل عملًا فنيًّا دراميًّا متكاملًا. إن الدراما فى عصـر الصورة بمثابة مضَخَّة كبرى لإعادة إنتاج الأفكار والآداب والفلسفات الاجتماعية والنقدية والثقافية.

لقد ظهرت الدّراما التليفزيونية باعتبارها نوعًا من الأنواع الفنية التى واكبت ظهور التليفزيون لتحكى رواية أو قصة ما، عبْر تشْخيصها على الشَّاشة؛ فالكتابة التليفزيونية عمل أدبى قبل أى شىء، وشكلها الأمثل هو السيناريو، إن الحوار الدرامى منذ ˮشكسبير“ يحتلّ مكانة مهمَّة فى الأدب والفنون الدرامية، والقصص أو الحكاية هى العمود الفقرى للعمل الدرامى، وهذا يعنى أن للغة دورًا محوريًّا ومؤثرًا فى العمل الدرامى؛ ولا غرو فالنقاد السينمائيون حين يُقيّمون عملًا دراميًّا ما، فإن ˮالقصة“ أول ما يتناولونه بالنَّقْد والتَّحْليل، ثم يَعْرِضون بعد ذلك لسائر جوانبه الفنية الأخرى.

والحديث موصول إن شاء الله تعالى.

[email protected]