مَعَالِمُ تَحْقِيقِ التَّوْحِيدِ فِى رَمَضَانَ
تَحْقِيقُ التَّوْحِيدِ هُوَ أَصْلُ الدِّينِ وَرَأْسُهُ، الَّذِى لَا يَقْبَلُ اللَّهُ عَمَلًا إلَّا بِهِ، وَيَغْفِرُ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-لِصَاحِبِهِ وَلَا يَغْفِرُ لِمَنْ تَرَكَهُ، كَمَا قَالَ -جَلَّ وَعَلَا-: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء: 48].
وَمِنْ مَعَالِمِ التَّوْحِيدِ فِى رَمَضَانَ: أَنَّ الْمَغْفِرَةَ مُعَلَّقَةٌ عَلَى الْإِيمَانِ بِاللهِ وَالِاحْتِسَابِ؛ فَإِنَّ النَّبِى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-أَخْبَرَنَا أَنَّ مَنْ قَامَ وَصَامَ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا، إِيمَانًا بِالَّذِى شَرَعَ، بِالَّذِى فَرَضَ، وَاحْتِسَابًا للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ طَلَبًا لِلْأَجْرِ مِنْ عِنْدِهِ وَمِنْ لَدُنْهُ، مِنْ غَيْرِ مَا عَمَلٍ لِأَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ قَطُّ.
«مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
«مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
< وَمِنْ="" مَعَالِمِ="" التَّوْحِيدِ="" فِى="" رَمَضَانَ:="" أَنَّ="" النِّيَّةَ="" مِنْ="" أَرْكَانِ="" الصَّوْمِ،="" وَهِى="" عَزْمُ="" الْقَلْبِ="" عَلَى="" الصَّوْمِ؛="" امْتِثَالًا="" لِأَمْرِ="" اللهِ="" تَعَالَى="" أو="" تَقَرُّبًا="" إِلَيْهِ؛="" لِقَوْلِهِ="" -صَلَّى="" اللهُ="" عَلَيْهِ="" وَسَلَّمَ-:="" «إِنَّمَا="" الْأَعْمَالُ="">
< وَمِنْ="" مَعَالِمِ="" التَّوْحِيدِ="" فِى="" رَمَضَانَ:="" أَنَّ="" اللهَ="" اخْتَصَّ="" نَفْسَهُ="" -تَبَارَكَ="" وَتَعَالَى-بِالصَّوْمِ="" وَجَزَائِهِ؛="" فَالصِّيَامُ="" للهِ="" رَبِّ="" الْعَالَمِينَ:="" «كُلُّ="" عَمَلِ="" ابن="" آدَمَ="" لَهُ="" إِلَّا="" الصَّوْمَ="" فَإِنَّهُ="" لِى="" وَأَنَا="" أَجْزِى="" بِه="">
فَالصَّومُ للهِ خَالِصًا, وَهُوَ يَجْزِى عَلَيْهِ بِأَضْعَافٍ مُضَاعَفَةٍ وَبمَا لَا يُعَدُّ وَلَا يُحْصَى؛ شَرِيطَةَ أَنْ يَكُونَ الْمُسْلِمُ فِى ذَلِكَ
< وَمِنْ="" مَعَالِمِ="" التَّوْحِيدِ="" فِى="" رَمَضَانَ:="" أَنَّ="" الصِّيَامَ="" مُعَامَلَةٌ="" بَيْنَ="" الْعَبْدِ="" وَرَبِّهِ؛="" فَاللهُ="" رَبُّ="" الْعَالَمِينَ="" جَعَلَ="" فِى="" هَذَا="" الصِّيَامِ="" سِرًّا="" لَطِيفًا="" جِدًّا؛="" إذ="" هُوَ="" الْمُعَامَلَةُ="" الْحَقَّةُ="" بَيْنَ="" الْعَبْدِ="">
لِلتَّوْحِيدِ فَضَائِلُ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى؛ مِنْهَا:
* أَنَّ التَّوْحِيدَ سَبَبٌ لِلنَّجَاةِ مِنَ النَّارِ: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72].
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَبْتَغِى بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ».
< التَّوْحِيدُ="" سَبَبٌ="" لِتَكْفِيرِ="" الْخَطَايَا="" وَالذُّنُوبِ،="" بَلْ="" هُوَ="" أَعْظَمُ="" أسباب="" تَكْفِيرِ="" الْخَطَايَا="" وَالذُّنُوبِ،="" كَمَا="" قَالَ="" -جَلَّ="" وَعَلَا-:="" «يَا="" ابن="" آدَمَ!="" إِنَّكَ="" لَوْ="" أَتَيْتَنِى="" بِقُرَابِ="" الأَرْضِ="" خَطَايَا="" ثُمَّ="" لَقِيتَنِى="" لَا="" تُشْرِكُ="" بِى="" شَيْئًا="" لَأَتَيْتُكَ="" بِقُرَابِهَا="" مَغْفِرَةً».="" أَخْرَجَهُ="" التِّرْمِذِى="" عَنْ="">
وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ أَجمَعِينَ.