رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النبى محمد صلى الله عليه وسلم

بوابة الوفد الإلكترونية

هو أبوالقاسم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء وخاتمهم.

وُلد فى مكة فى شهر ربيع الأول من عام الفيل قبل ثلاث وخمسين سنة من الهجرة (هجرته من مكة إلى المدينة)، ما يوافق سنة 570 أو 571 ميلادياً و52 ق. هـ. ولد يتيم الأب، وفقد أمه فى سنّ مبكرة فتربى فى كنف جده عبدالمطلب، ثم من بعده عمه أبى طالب حيث ترعرع، وكان فى تلك الفترة يعمل بالرعى ثم بالتجارة. تزوج فى سنِّ الخامسة والعشرين من خديجة بنت خويلد وأنجب منها كل أولاده باستثناء إبراهيم. كان قبل الإسلام يرفض عبادة الأوثان والممارسات الوثنية التى كانت منتشرة فى مكة. نزل عليه الوحى وكُلّف بالرسالة وهو ذو أربعين سنة، أمر بالدعوة سرًا لثلاث سنوات، قضى بعدهنّ عشر سنوات أخر فى مكة مجاهرًا بدعوة أهلها، وكل من يرد إليها من التجار والحجيج وغيرهم. هاجر إلى المدينة المنورة والمسماة يثرب آنذاك عام 622م وهو فى الثالثة والخمسين من عمره بعد أن تآمر عليه سادات قريش ممن عارضوا دعوته وسعوا إلى قتله، فعاش فيها عشر سنين أخر داعيًا إلى الإسلام، وأسس بها نواة الحضارة الإسلامية، التى توسعت لاحقًا وشملت مكة وكل المدن والقبائل العربية، حيث وحَّد العرب لأول مرة على ديانة توحيدية ودولة موحدة، ودعا لنبذ العنصرية والعصبية القبلية.

كان لشخصية النَّبى محمد تأثير كبير فى التاريخ، ولذلك فإن حياته وأعماله وأفكاره قد نُوقشت على نطاق واسع من جانب أنصاره وخصومه على مر القرون. كما اهتم المسلمون قديمًا وحديثًا بسيرة النبى محمد باعتبارها المنهج العملى للإسلام، فألف علماء الإسلام مؤلفات عديدة وجامعة فى سيرته، ودوّنوا كل ما يتعلق بذلك.

يُعد القرآن مصدرًا أساسيا لمعرفة سيرة النبى محمد كونه أقدم وأوثق مصادر السيرة النبوية، لأنه يرجع إلى عصر النبى محمد نفسه. كما يتفق المسلمون كافة على مدى العصور على نسخة واحدة منه رغم اختلاف الفرق الإسلامية وإن كان القرآن لم يتناول كل سيرة النبى محمد باستفاضة إلا أنه ذكر فيه إشارات كثيرة إلى سيرته إما بصريح العبارة، أو بالإشارة، أو بالتضمين فذُكر فيه بعضًا من شمائله، ودلائل نبوته، وأخلاقه وخصائصه، وعن حالته النفسية، وذُكر فيه أيضاً شيئًا عن غزواته فقد ورد فى القرآن ما يقارب 280 آية فى الغزوات (وهى تساوى نسبة 4,65% من القرآن جاء بعضها بالإشارة، وبعضها تصريحًا، كغزوات بدر، وأحد، والخندق، والحديبية، وخيبر، وفتح مكة فمثلاً اشتملت سورة الأحزاب على تفاصيل من سيرة محمد مع أزواجه وأصحابه كما تضمنت تفاصيل كثيرة عن غزوة الأحزاب.

ومن النّاحية السياسية، كانت شبه الجزيرة

العربية مفككة، لا توحّدها دولة ولا تديرها حكومة وكانت الدول القديمة التى قامت فى اليمن ونجد وأطراف العراق والشام قد اندثرت، وطغت البداوة على المدن فى تهامة والحجاز فكانت القبيلة هى الوحدة السياسية والاجتماعية. فكانت مكة تُدار من قبل الملأ فى دار الندوة. والمدينة المنورة فى حالة نزاع دائم بين الأوس والخزرج. أما دولة المناذرة فى الحيرة ودولة الغساسنة فى الشام فقد سمح الفرس والروم للدولتين بالنشوء لتكونا حاجزتين تصدان عنهما غزو القبائل العربية، وتتوليان حماية القوافل التجارية. وقد أسقط الفرس دولة المناذرة سنة 602م قبل البعثة المحمدية بثمانى سنوات.

ومن النّاحية الاقتصادية، فقد كان بدو العرب يعتمدون على الرعى والتنقل لأماكن الماء، مما يجعلها فى حروب مع بعضها للحصول على الموارد. أما فى المدن، فكان يقوم فيها النشاط التجارى والزراعى والصناعى، فمكة كان يغلب عليها النشاط التجارى، وتتحكم بطرق التجارة بين اليمن والشام، وقد استفادت مكة من مكانة الكعبة الدينية عند العرب فى حماية قوافلها التجارية، أما المدينة فكان يغلب عليها الزراعة حيث بساتين النخيل والأعناب والفواكه.

من النّاحية الدينية كانت الوثنية تسود شبه جزيرة العرب بشكل غالب، حيث كانوا يعبدون آلهة يمثلونها فى أصنام مصنوعة من الحجر والخشب بلغ عددها 360 صنمًا حول الكعبة تعبدها القبائل التى تؤم البيت للحج وتقدم لها القرابين والنذر كان من أقدمها وأكبرها «هُبل» (لكنانة وقريش)، و«مَناة» (لهُذَيْل وخزاعة)، و«الّلات» (لثقيف)، و«العُزَّى» (لقريش وكنانة)، ومع ذلك بقى لديهم شعائر من بقايا دين إبراهيم مثل تعظيم الكعبة، والطواف بها، والحج، والعمرة وكان هناك أفراد من الموحدين على ملة إبراهيم وإسماعيل كانوا موجودين فى مكة عرفوا بالأحناف.

وجاء النبى محمد صلى الله عليه وسلم ليطهر البشرية من كل هذه الأمور.