رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اختبار القبة الحديدية

اختبار القبة الحديدية
اختبار القبة الحديدية

سعت إسرائيل لمخطط آخر وهو ضرب الغرفة المشتركة للأجنحة العسكرية لحركات المقاومة الفلسطينية، والتى يتم التنسيق من خلالها مع كافة الأذرع للرد على أى عدوان، ولكن هذه المرة وجدنا أن حركة حماس تلقت الطعم ونفذت المخطط، ولم تشارك مع سرايا القدس الجناح المسلح للجهاد فى إطلاق صواريخها على مستوطنات الداخل المحتل.

 

وفى الواقع هناك طرفان تضررا كثيراً من الناحية المعنوية من العدوان الإسرائيلى: «حماس» بسبب عدم مشاركتها بالمعركة مع «الجهاد» والفصائل الصغيرة الأخرى. والسلطة الفلسطينية التى تخسر جراء كل عدوان وجريمة ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى. وفى حالة «حماس» فهى تصرفت كسلطة لها حساباتها السياسية وفى أوج عملية تمنحها بعض الشرعية والقبول، بما فى ذلك تغيير ملموس فى الواقع الاقتصادى واليومى فى القطاع المحاصر. ووقوفها جانباً فى هذه المعركة مرتبط بالتوقيت، وبحسابات مصالح أعمق من حسابات الرأى العام. ويبدو أن حركة «الجهاد» التى تشعر بخيبة أمل كبيرة مما حصل فى غزة وعدم مشاركة «حماس» فى التصدى للعدوان، ستعيد حساباتها هى الأخرى فى المستقبل، وعلى الأغلب ستكون غزة بعيدة نسبياً عن المواجهات المقبلة.

 

كما أن حكومة الاحتلال تسعى لجمع معلومات جديدة عن عناصر المقاومة مثل أماكن تواجد القادة، وأماكن التسليح، وورش التصنيع، خاصةً أن معظم الصواريخ التى تصل للمقاومة من إيران غالبًا ما تكون مفككة، ويتم تجميعها فى ورش صغيرة فى غزة. لذلك فهى دائما تستهدف وتركز على أماكن تواجد القادة والتسليح والورش. وهذا ما حدث عند تصفية تيسير الجعبرى، وبتنفيذ 30 غارة على أكثر من 40 هدفاً للمقاومة.

 

كما أن العمليات تأتى لاختبار نظام تطوير القبة الحديدية الإسرائيلية للتصدى لصواريخ المقاومة بعد أدائها غير الناجح فى معركة غزة الرابعة، حتى إن أمريكا قامت بدعم إسرائيل بمبلغ 3 مليارات دولار لتطوير نظام القبة الحديدية، ومن هنا كانت الحرب الإسرائيلية الخامسة الأخيرة على غزة كساحة اختبار.

 

كما أنه يمكن لقوات الاحتلال حساب عدد الصواريخ الفلسطينية التى تم اعتراضها وتدميرها من حيث المدى، والارتفاعات، وسرعة الإنذار. ومن هنا يتم تقرير هل ما زالت هناك نقاط ضعف لتلافيها فى التطوير القادم بالنسبة لأطقم تطوير نظام القبة الحديدية فى الفترة القادمة. بالإضافة إلى استنزاف وإجهاد المقاومة الفلسطينية فى العمليات. إلا أنه ورغم الإجرام الإسرائيلى إلا أن المقاومة لا تزال تسجل فى مرمى الاحتلال صواريخ الرعب على فى قلب المستوطن الإسرائيلى، وتل أبيب وعسقلان، وأن تنجح فى إجبار إسرائيل على إيقاف الطيران فوق مطار «بن جوريون». وأصبحت المقاومة ممثلة فى حركة الجهاد منفردة تقف بالند أمام الغطرسة الإسرائيلية، تم ذلك دون تدخل حماس وباقى حركات المقاومة الفلسطينية.