رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«مصر– السيسى» تنجح فى استعادة دورها الإقليمى

بوابة الوفد الإلكترونية

قبل 7 سنوات كانت مصر تبدو منهكة وتائهة، تهديدات إرهابية مدعومة بمنصات إعلامية تطلق قذائفها من كل جانب, وتشكك فى كل إنجاز, بعد ثورة 30 يونيو 2013 عادت الدولة المصرية بشكل قوى على المستوى الإقليمى والدولى، وباتت القاهرة إحدى أبرز العواصم التى تلعب دورًا رائدًا فى قضايا الشرق الأوسط والنزاع المسلح الذى يعصف بعدد من البلدان، فضلًا عن دورها المحورى فى الدفاع عن الأمن القومى العربى والتأكيد على ذلك مرارًا وتكرارًا فى كل المناسبات، وهو ما يشير إلى عودة الدولة المصرية للعب دور مؤثر بعد تغييبها عن المشهد الإقليمى والدولى منذ عام 2011.

إقليميًا كانت تحيط كرات النار بمصر من كل اتجاه، الإرهاب الممول المتوحش من الشرق، وفى الغرب فى ليبيا تعشش ميليشيات متعددة الولاءات، ومخازن سلاح لا نهائية، فيما يبدو كماشة تطبق على مصر مع إرهاب الشرق، ومساع لتفتيت وتقسيم ليبيا، وسط صمت دولى وتواطؤ وأطماع إقليمية، علاقات مصر بأفريقيا متآكلة، وشكوك دولية فى إمكانية أن تقف مصر على قدميها، صوت مصر خافت غير مسموع، وعلامات استفهام على كل طرف.
الخارطة الداكنة بدت عصية على التغيير، وأكثر التصورات تفاؤلًا أن مصر يمكنها أن تستمر فى الحياة من دون تقدم، ولكن المسافة التى قطعتها مصر لتصل إلى هذا الواقع الجديد، تخبرنا بالعكس والصورة الآن أكثر وضوحًا.
فى يونيو 2014 تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الرئاسة، وانتخب من الشعب لم يقدم وعودًا تحدث عن العمل، والسهر والإجراءات المؤلمة، لم يستمع كثيرًا لأصوات حذرته من تهاوى شعبيته، أو الاكتفاء بالوعود والمسكنات، اختار الطريق الأصعب.
أقامت مصر سياسة خارجية تقوم على التزامن وضمان مصالح وأمن مصر، واستعادت علاقاتها الخارجية وشاركت فى قمم مع كل الدول الكبار، شرقًا وغربًا، باستقلالية واحترام وترأست الاتحاد الأفريقى وقدمت العديد من المبادرات وكانت رؤية مصر واحدة وواضحة تقوم على المصالح والاحترام وعدم الاعتداء والحل السياسى للصراعات وخفض النزاعات العسكرية.
وأكبر دليل على التحول فى توازنات النفوذ والقوة هذا المشهد الذى فرض نفسه على العالم من غزة والأراضى المحتلة بعد أيام النار والدم، فالقاهرة عادت لتمارس دورها الطبيعى بناء على أوراق وعلاقات وموازين قوة ونفوذ، بمزيج من القوة الفعلية الناعمة والعلاقات وإدراك التفاصيل والمصالح، ووجهة نظر تقوم على الثقة.
تتحرك مصر بهدوء وثقة، تحتفظ بعلاقات مع كل الأطراف، وتعرف متى تشد الخيوط ومتى ترخيها، دون تهديد أو مزايدة، نجحت رؤية مصر فى ليبيا بعد سياسة الخطوط الحمراء من جهة، واستضافة الحوار الليبى من جهة أخرى.
منذ اللحظة الأولى لتفجر الأوضاع فى فلسطين المحتلة، بدا الموقف المصرى هو الأكثر اتساقًا، إدانة للعدوان، ومساع لوقف التدهور وفتح معبر رفح وتجهيز المستشفيات فى العريش والقناة، وإرسال سيارات إسعاف ومساعدات طبية وغذائية ووقود، ومساع مع كل الأطراف، بجانب إعلان الرئيس السيسى تقديم 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، من خلال الشركات المصرية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى أعلن موقف مصر الثابت داعيًا لوقف أعمال العنف و«حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية»، اتصالات القاهرة مع الصين وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، خاصة فرنسا وألمانيا وهولندا وإيرلندا وإقليميا مع السعودية والأردن والعراق وقطر وتونس، وبالطبع الاحتلال

الإسرائيلى، وأيضاً مع القيادات الفلسطينية فى غزة والضفة.
دوليًا، رحب الاتحاد الأوروبى بوقف إطلاق النار، والأمم المتحدة والولايات المتحدة، وعكست التحليلات كيف تمتلك القاهرة اتصالات مع كل الأطراف، ودور محورى «كوسيط لا غنى عنه فى الشرق الأوسط»، باعتراف وكالة «أسوشيتدبرس»، وتأثير إقليمى على جميع الأطراف.
من يتابع الوضع الإقليمى والدولى خلال السنوات الأخيرة، يتعرف على تحركات مصر لبناء قدرتها داخليًا وإقليميًا ودوليًا، مع إدراك لمعادلات القوة والنفوذ، نجحت القاهرة بالكثير من الجهد والصبر فى انتزاع الكثير من الفتائل، وتغيير وجهات النظر الدولية فى القضايا الأكثر سخونة واشتعالا.
فى ليبيا قبل سنة واحدة، لم يكن أكثر الأطراف تفاؤلًا يتصور أن يتحول مسار الأحداث فى ليبيا، وعندما أعلن الرئيس السيسى خطوط مصر الحمراء فى ليبيا يوليو الماضى، مع أهمية خروج القوات والميليشيات الأجنبية، وأن يدير الليبيون بلادهم ويتم تدعيم المؤسسات الوطنية، الرؤية المصرية انتصرت، وبدأ الليبيون يديرون بلادهم من خلال برلمان ومجلس وطنى وحكومة، وأصبحت القوى الدولية تدعم وجهة النظر المصرية.
تركزت رؤية مصر فى احترام الدول وعدم التدخل مع الحفاظ على الأمن القومى للدول الوطنية، وبالرغم من نمو كبير فى قدرات مصر العسكرية، بحرًا وجوًا وبرًا، لم تتورط فى اعتداء أو تدخل، وحرص الرئيس السيسى دائمًا على تأكيد أن مصر لديها القدرة، وأن قواتها المسلحة رشيدة تحمى ولا تهدد ولا تعتدى، مع قدرتها على حماية الأمن القومى بالداخل والخارج.
دعم السودان ووحدته وإعادته للمجتمع الدولى، وآخرها مؤتمر باريس لإسقاط الديون، وتقديم قروض ومعونات وتدعيم الإصلاح الاقتصادى مع دعم اتفاقيات الوحدة الوطنية، ولم يتوقف الرئيس عبدالفتاح السيسى عن دوره فى أفريقيا، أثناء أو قبل أو بعد رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى.
لقد بنت مصر قوتها الفعلية والمعنوية داخليًا وإقليميًا، دون إهمال ملف لصالح آخر، بل إن البناء الداخلى للاقتصاد والتنمية ومكافحة الإرهاب، مع بناء القدرة الإقليمية والدولية من خلال تقديم مبادرات تقوم على قراءة الواقع، والمعلومات والاطلاع على الأوراق، لدرجة أن قوى كانت قبل عام واحد فى صدارة التدخلات تراجعت، بينما تتقدم مصر بخطى ثابتة، وهو ما قدمه المصريون بقيادة السيسى خلال 7 سنوات.