رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مواقف عُمانية مُشرفة لنصرة القضايا العربية

بوابة الوفد الإلكترونية

مساندة مصر فى حرب أكتوبر المجيدة. . والاصطفاف مع القاهرة فى «كامب ديفيد»

دعم القضية الفلسطينية باستمرار. . وقيادة الحوار الأمريكى - الإيرانى حول الملف النووى

 

شكلت الواقعية العقلانية حجر الزاوية فى النموذج السياسى العُمانى الذى أثبت مع الأيام صدق ذلك التشخيص الدقيق للمستقبل والوضوح فى تلك القراءة المتأنية دون التأثر بالمعطيات الأخرى التى قد تشوش على تلك الرؤية المتأنية، وتجلت فى المواقف التى اتخذتها السلطنة بدءاً من حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م، التى خاضها العرب مع الكيان الإسرائيلى وانتهت بانتصار السادس من أكتوبر والذى أعاد الهيبة العربية. . ثم ذلك الاصطفاف العمانى مع القاهرة فى اتفاقية كامب ديفيد التى وقعت بين مصر وإسرائيل، والتى رأت فيها النظرة العمانية خطوة للأمام نحو دعم السلام بين البلدين والذى أسس لهدنة استمرت اكثر من 40 عاماً، فى الوقت الذى قاطع العرب القاهرة وذهب بهم الحال إلى نقل جامعة الدول العربية إلى تونس، ثم عادت العرب من البوابة العمانية إلى القاهرة بعد قرابة 8 سنوات من الجفاء.

 

تأسيس مجلس التعاون

وواصلت السياسة العمانية خطواتها الواثقة فى دعم تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربى الذى رأى النور فى عام 1981م، ليستمر هذا الكيان رغم العواصف العاتية التى وقف أمامها صلباً وصلداً، بإرادة قادة الخليج، وفى مقدمتهم المغفور له السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، الذى استطاع مع أشقائه أن يوازنوا بين المخاطر والسلام، واندلعت مع انطلاق المجلس الحرب العراقية الإيرانية التى أحرقت الحجر والبشر، واستمرت الجهود العمانية اليومية لإطفائها وفلحت مع جهود أخرى بعد 8 سنوات لم تقطع فيها مسقط العلاقة مع أى من الطرفين، بل استطاعت أن تقرب بين وجهات النظر ودعم الجهود الدولية.

 

غزو الكويت

ثم كان لعمان ذلك الموقف الرائع من غزو العراق للكويت فى 2 أغسطس 1990م، حيث دفعت السلطنة بقواتها إلى جانب قوات الأشقاء فى مجلس التعاون، وكانت أول الواصلين إلى أرض المعركة فى الخفجى بشمال المملكة العربية السعودية حتى تم بالتعاون مع قوات التحالف الدولية زحزحة الاحتلال إلى الحدود العراقية، وعارضت الغزو الأمريكى للعراق وقالت موقفها بوضوح: «إن ذلك ستكون له أضرار على المدى البعيد»، وها نحن نعايش عدم الاستقرار العراقى إلى اليوم.

 

القضية الفلسطينية

وكان للسلطنة مواقف مساندة للقضية الفلسطينية التى جاءت واضحة بأن لا علاقات مع إسرائيل حتى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وإطلاق سراح السجناء ودعمت التحرك الفلسطينى فى نضاله الدبلوماسى فى المنابر الدولية، واستنكرت قيام إسرائيل ببناء المستوطنات والتوسع على الأرض بهدم منازل الفلسطينيين واغتيالهم فى الميادين والأماكن العامة وفى الحواجز العسكرية التى تقيمها على الأرض وحصار غزة، وقدمت العديد من المساعدات فى مسارات عدة للقضية الفلسطينية واستضافت 3 زيارات لكل من رؤساء الوزرات الإسرائيلية بدءاً برابين وشمعون بيريز فى منتصف التسعينات من القرن الماضى، وبنيامين نتانياهو خلال العام الماضى سعياً لإيجاد مخرج للسلام الذى رفضته إسرائيل فى كل مرة.

وفى ملفات الأزمات العربية فى اليمن كانت على مسافة واحدة من الجميع الذين التقوا على أرض السلطنة بهدف التوصل إلى اتفاق تاريخى يعيد لليمن الاستقرار والأمن ويحقن دماء الأبرياء، وكذلك الحال فى الأزمة الليبية، وأيضاً كانت السلطنة محطة حوار بين الجانبين الأمريكى والإيرانى فى السنوات الماضية من خلال إنجاز الملف النووى الذى انسحبت منه واشنطن العام الماضى، وما زالت الجهود مستمرة لإعادة الطرفين إلى طاولة الحوار، وأيضاً جسر عبور لتقريب وجهات النظر بين ضفتى الخليج.

الوضوح والشفافية

تميزت السياسة العمانية بالوضوح والشفافية وهذا ما جعل لها القدرة على التفوق وإعطائها الأفضلية فى ثقة الآخرين بها، ولم يسجل العالم أو يلتبس عليه أن عمان لها أى أجندات خفية أو خاصة من أجل تمرير مراميها

وغاياتها التى تراها هدفا لابد أن يتحقق وبأى ثمن، فكانت الدبلوماسية العمانية واضحة وضوح الشمس لا غبار عليها وقدمت مواقفها للعالم فى إطار من الشفافية، كتبادل وجهات النظر الدائمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة حول أوضاع المنطقة وقدمت وعبرت عن رأيها بكل وضوح، دون أن يكون لها موقف آخر مختلف عن الذى أعلنته للعيان، لذلك كان لتلك الممارسة السياسية التراكمية بعداً لدى الآخرين عزز الثقة ومكنها وضاعف الطمأنينة التى يرونها فى عمان وضوحاً فى المواقف، لذلك اختبر العالم معدن السياسة العمانية ووقف على أبعادها وقدرتها على التعاطى وإقناع الآخرين كونها تقف على قاعدة من المبادئ التى لا تتغير ولعل أبرزها هذا الشق.

 

الثقة والاحترام

استطاع العالم أن يثق بشكل كبير فى النهج السياسى العمانى، بعد استيعابه للمحاور التى بنيت عليها ويأتى أبرزها الثقة والاحترام، فمنذ البواكير الأولى لسنوات النهضة، أكد السلطان قابوس أن السلطنة لن تتدخل فى شئون الغير، كما «أننا لا نقبل أن يتدخل الغير أيضاً فى شئوننا»، وهذا ما سارت عليه السياسة الحكيمة طوال الخمسين عاما الماضية، وأوجد احتراماً كبيراً لعمان فى أصقاع المعمورة، وكانت الدلائل شاهدة على كل المجالات السياسية التى خاضتها السلطنة وشكلت منها مواقفها المتواصلة، بعد أن استطاعت أن تقنع الكثير من الدول بهذه المبادئ والتى من بينها الثقة والاحترام وهو ما شكل جوهر نظام تلك العلاقات المتفردة، التى أتت أكلها بصورة ملفتة بعد 50 عاماً.

ثم إن ذلك الاحترام الكبير الذى بادلت به السلطنة دول العالم التى حرصت على التواصل معها فى السراء والضراء، جعلتها تؤمن بهذه الرسالة التى تحملها من ود للجميع وتآخى والتعبير عن قيمة أى نظام للدول فى العالم، مما شجع الآخرين على حرص التواصل الدائم وبناء العلاقات الإيجابية وفتح آفاق التعاون فى المجالات المتعددة وتنفيذ الزيارات بين المسؤولين لتبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الآخرين.

لذلك فإن السياسة العمانية تعد تاج النهضة العمانية التى قادها المغفور له السلطان قابوس، مؤسس عمان الحديثة، الذى أبهر العالم بتلك القدرة على كسب محبة الآخرين، وهذا ما تجلى فى العديد من المواقف، وجنّب العمانيين الخوض فى صراعات لا طائل منها، حرصا منه على مصالحهم والحفاظ عليهم لبناء مستقبلهم دون أن تكون لهم عداوات فى العالم، وهذا ما حدث خاصة خلال السنوات العشر الماضية. . وسيستمر على نفس النهج السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان الجديد ليكون غد السلطنة مشرق بإذن الله.