عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

واشنطن بوست: ترامب "المتردد" يحول المشهد السوري إلى فوضى

الرئيس دونالد ترامب
الرئيس دونالد ترامب

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الإثنين، أن تردد الرئيس دونالد ترامب حيال الوضع الراهن في سوريا وتصريحاته المتناقضة، حولت المشهد برمته إلى حالة فوضى.


فقبل أسبوع، أوضحت الصحيفة (في تقرير لها نشرته على موقعها الالكتروني) أن ترامب صدم واشنطن وأربكها عندما أعلن أنه لن يعيق الغزو التركي الوشيك لشمال شرق سوريا... والآن، وفي غضون بضعة أيام فقط، تجني إدارته بالفعل ما زرعته.


وقالت: "إن الغارات التركية في عدة نقاط على طول حدودها مع سوريا بدأت يوم الأربعاء الماضي، وبحلول نهاية الأسبوع، غرقت المنطقة كلها في الفوضى. فقد قصفت المدفعية التركية المواقع الكردية السورية، في حين ظهرت لقطات تظهر ميليشيات تنتمي إلى تركيا تقوم بعمليات إعدام مروعة للمقاتلين الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة! وفي وسط هذا المشهد، وحاول عشرات الآلاف من المدنيين المذعورين الفرار من التقدم العسكري الذي تقوده تركيا، ما أثار مخاوف من نزوح جماعي إلى كردستان العراق، حيث لا يزال هناك أكثر من مليون شخص نزحوا بسبب النزاع في المنطقة ويعيشون في مخيمات".


وأضافت الصحيفة:" أن ترامب، الذي قضى جزءًا من عطلة نهاية الأسبوع في أحد ملاعب الجولف الخاصة به، أصر، من خلال تغريده له نشرها على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، على أنه يتعين على بلاده أن تتخلص من التزاماتها فيما سماه "الرمال المتحركة" في الشرق الأوسط. فيما صرح وزير الدفاع مارك إسبر مؤخرا بأن الولايات المتحدة الآن في "وضع لا يمكن الدفاع عنه" وأنها ستجلي حوالي 1000 جندي في شمال شرق سوريا بالكامل".


كما أبرزت "واشنطن بوست" أن أمر سحب القوات الأمريكية جاء يوم السبت، في نهاية يوم فوضوي تلاشت فيه جدوى المهمة الأمريكية في سوريا بسرعة بعد تقدم القوات التركية ووكلاءها من المتمردين السوريين في عمق الأراضي السورية وقطع خطوط الإمداد الأمريكية...الأمر الذي شكل تحديا أمام تأكيدات وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" في الأسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة لن "تتخلى" عن شركائها السوريين الأكراد، الذين كانوا في الخطوط الأمامية في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي وتحملوا وطأة الخسائر في الحملة التي قادتها واشنطن ضد داعش.


ونتيجة لذلك، انتشرت رقعة الصداع الأمني في المنطقة لاسيما وسط مناورات أمريكية باللانسحاب. فربما يكون هناك المئات من معتقلي داعش داخل سجون الأكراد فروا بالفعل من معسكرات اعتقالهم. وبشكل منفصل، وفي ساعات متأخرة من

يوم أمس الأحد، أشارت تقارير إلى أن قوات النظام السوري كانت تتلاقى أيضًا في المناطق التي كانت تحرسها قوات سوريا الديمقراطية، مما جعل التحالف الذي يقوده الأكراد عالقا بين حربه مع تركيا من جهة وبين تعامله مع الوضع الأمني من جهة أخرى.


وتابعت "واشنطن بوست" تقول: "إن قوات سوريا الديمقراطية تحولت تلقائيا إلى الرئيس السوري بشار الأسد لطلب الحماية. فيما أعلن سياسي كردي سوري بارز أن مسئولي قوات سوريا الديمقراطية التقوا نظرائهم في نظام الأسد داخل قاعدة جوية روسية في سوريا. وبحلول مساء الأمس، أكدت قوات سوريا الديمقراطية أنه من أجل صد أو وقف الغزو التركي، قامت بدعوة النظام بدخول مناطق كانت تسيطر عليها سابقًا بدعم من واشنطن".
وبالنسبة للكثيرين على الأرض، بدا ذلك نتيجة حتمية، كما لاقى ترحيبًا نسبيًا.حيث قالت إمرأة كردية سورية إن دخول قوات النظام وانتشارها على طول الحدود التركية هي فكرة مطمئنة في حد ذاتها...فإذا كان التعامل مع النظام هو ما يتطلبه الأمر لوقف هذه المذابح، فليكن الأمر كذلك. ففي نهاية المطاف، كلنا سوريون، والنظام سوري أيضًا".


ومهما كان الأمر، اعتبر بعض الخبراء أن الانسحاب الأمريكي المفاجئ من شمال شرق سوريا كان أمرا لا مفر منه- بغض النظر عن الطريقة الفوضوية التي تنفذ بها. فقد أصر ترامب منذ أشهر على سحب القوات الأمريكية. وكان الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية - بغض النظر عن المودة الكبيرة للمقاتلين الأكراد السوريين بين السياسيين والمسؤولين العسكريين الأمريكيين - يتعارض دائمًا مع حاجة واشنطن لجذب تركيا إلى فلكها!!.