عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سلطنة عمان تشهد مجموعة من الفعاليات المهمة

معرض عمان فى الخرائط
معرض عمان فى الخرائط

تتواصل فى  سلطنة عمان مجموعة من الفعاليات المهمة  تعكس اهتمام  السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان برعاية الثقافة مع تجديد التراث الحضارى الوثائقى. فى هذا الإطار أقيم معرض «عمان فى الخرائط التاريخية والعالمية» ضمن فعاليات الاحتفالات بالعيد الوطنى الثامن والأربعين.

ضمت المعروضات وثائق تاريخية وحديثة تشير إلى مكانة السلطنة، وأهمية الدور العمانى فى الحضارات والعصور القديمة، وتستعرض بعض الخرائط موقعها فى خريطة العالم التى رسمها أهم الجغرافيين كمحمد بن عبدالله الإدريسى فى كتاب نزهة المشتاق فى اختراق الآفاق التى تعد من أقدم الخرائط العالمية.

 كما عرض أيضًا خريطة أخرى تعود لعام 977م، وهى التى قام برسمها العالم الجغرافى العربى أبى القاسم محمد بن على المعروف بابن حوقل، بالإضافة إلى خرائط أخرى للبرتغاليين فى أولى المحاولات الأوروبية لوضع خريطة صحيحة للمنطقة، وتضمنت الخرائط أيضًا بعض الرسومات التاريخية التى تعود إلى هجرة الأزد إلى عمان بقيادة مالك بن فهم بعد انهيار سد مأرب فى اليمن.

أكد المشاركون أن أمة تحفظ تاريخها تحفظ ذاتها، لأن الخرائط تعد واحدة من أهم الوسائل لفهم الماضى وحفظ الحقوق وقراءة التاريخ ويأتى هذا المعرض ليقدم تلك الوثائق الشاهدة على عمق التاريخ العمانى وتأثيره فى صناعة الأحداث والمواقف بامتداد هذا الكيان الجغرافى واتساع رقعته عبر العصور والأزمان.

كما يظهر المعرض جليًّا أن الموقع الاستراتيجى لا يزال عنوانًا للتواصل الحضارى مع الشعوب والأمم، الأمر الذى أكسب الإنسان العمانى القدرة على التعايش الإنسانى والتبادل الثقافى والإفادة من مختلف العلوم والفنون فكان ذلك الثراء المعرفى واللغوى التليد. والرصيد الوثائقى الزاخر.

لذلك يضيف لبنة فى صرح الجهود التى تبذلها الجهات الرسمية والمؤسسات المتخصصة إلى جانب الباحثين والمؤرخين فى إظهار مكنونات التاريخ كشفًا وبحثًا ورصدًا وتأليفًا واهتمامًا وخدمةً له على كافة الأصعدة، وبفكرة متفردة تهدف إلى تقديم عمل مميز سيظل فى الذاكرة لفترة طويلة، كونه الأول من نوعه على مستوى السلطنة.

أكد الخبراء أن السلطنة حظيت باهتمام الرحالة والجغرافيين والمؤرخين بمختلف انتماءاتهم وأصولهم، عربًا كانوا أم أوروبيين، مسلمين أو من أتباع الديانات الأخرى، وباحترامهم لها، فزارها الكثير منهم ووقفوا على إمكانياتها الجغرافية ومقوماتها الطبيعية، فحظيت كتاباتهم وأعمالهم بكم هائل من المعلومات، وكانت الخرائط إحدى الوسائل التى ترجمت هذا الاهتمام بعمان وكل ما يتعلق بها، فوجدت على مختلف أنواعها،  سواء من إعداد مؤسسات رسمية تتبع دولها، أو من قبل الرحالة والجغرافيين الذين رسموا خرائط خاصة لعمان، أو فى خرائطهم لمنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية وغيرها، ومن أبرز ما يلاحظ فى العديد من هذه الخرائط أن عمان هى الكيان السياسى الوحيد فى المنطقة التى يرد اسمها، وفى ذلك دلالة واضحة على قدم هذه الأرض الطيبة، وإلى اتساع مساحتها، وإشارة مميزة إلى تاريخ وجغرافية عمان على مستوى كل الأصعدة.

ويعكس أيضًا من خلال المعروضات جوانب كثيرة، منذ العصور القديمة ووصولًا إلى وقتنا الحاضر، وكذلك الوقوف على حدود ومساحة السلطنة، وفق ما كتبه الجغرافيون والمؤرخون، وما دونه الرحالة فى ذلك، وتنتمى هذه الخرائط فى معظمها إلى ثمانى دول، هى سلطنة عمان وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال وهولندا وإيطاليا واليابان.

ويسعى المعرض من خلال إقامته إلى التعريف بجوانب تاريخ عمان العريق ووجودها بين الدول منذ العصور القديمة حتى اليوم، كما يقدم شرحًا وافيًّا لأبرز الخرائط مع توضيح مصدرها وفترتها الزمنية؛ حيث يسهم فى الاعتزاز بمكانة عمان فى الخرائط المحلية والتاريخية والعالمية والتأكيد على امتداد مساحتها، ووصول المد الحضارى  العمانى إلى بقاعٍ شتى وإبراز اهتمام الجغرافيين والمؤرخين بمختلف جنسياتهم وانتماءاتهم بها فى خرائطهم المختلفة، مما يؤكد أهميتها بالنسبة لهم ولدولهم والإلمام بطبيعة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التى كانت تحيط

بها عبر الفترات الزمنية المختلفة من خلال دراسة محتوى هذه الخرائط وما جاء فيها.

شاركت فى تنظيم المعرض عدة مؤسسات حكومية وخاصة من بينها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والهيئة الوطنية للمساحة والمتحف الوطنى والمتحف العمانى الفرنسى ومتحف القوات المسلحة، لتوفير الخرائط وعرضها للجمهور بعد جمعها من المصادر والكتب الموثوقة.

ندوة فى ذاكرة التاريخ

< على="" مسار="" مواز="" تم="" عقد="" ندوة="" مسندم="" فى="" ذاكرة="" التاريخ="" العمانى="" وتناولت="" محاور="" سياسية="" وتاريخية="" وجغرافية="">

أكدت الندوة التى نظمتها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية على الدور الكبير الذى تقوم به عمان، حيث ناقشت 12 ورقة عمل قدمها مجموعة تضم نخبة من الباحثين من داخل السلطنة وخارجها، مقسمة إلى: المحور السياسى والوثائقى والمحور الجغرافى والمحور الاقتصادى والاجتماعى إلى جانب المحور الثقافي. كما صاحب الندوة معرضًا وثائقيًّا عن الجوانب التاريخية فى محافظة مسندم وضم أكثر من ١٥٠ وثيقة ومجموعة من الصور والخرائط والمحفوظات.

أكدت المناقشات أهمية دور عمان البحرى فى النشاط التجارى، من أطراف المحيط الهندى والصين، إلى امتداد الساحل لشرق أفريقيا، فى الوقت الذى ارتبط اسم مجان وامتدادها إلى عمق شبه الجزيرة العربية مما مكنها فى بناء صلاتها الحضارية مع سومر وبابل والأكاديين، ونتيجة لهذه الصلات انبثقت كيانات حضارية يعود عهدها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد وأضحت مصدرًا لتصدير النحاس واللبان وعددًا من المنتجات شرقًا وغربًا، وساعد التمرس فى الشئون البحرية وصناعة السفن على القيام بدور الوسيط التجارى لما بين بلاد النهرين والهند والصين ليصل إلى حوض البحر المتوسط، وقد أوردت الرسومات والشواهد مجموعة من الوثائق تشير إلى حيوية دور مجان فى التواصل الاقتصادى والحضارى.

كذلك تزخر عُمان بالكثير من المعالم الأثرية القديمة التى تروى قصة حضارة ضربت بجذورها فى عمق تاريخ، فضلاً عن ما شهدته من نشاط فى العصر الحجرى الحديث والعصر البرونزى ويعودوا إلى الألف الخامس قبل الميلاد. ومع بزوغ نور الإسلام على يد النبى الأمين صلّى الله عليه وسلم، كانت عُمان دولة قائمة بكيانها فقد شملها رسول الله برسائله التى بعثها لحكام كسرى ومصر، وغيرها من الممالك فقد بعث سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم رسالة إلى جيفر وعبد ابنى الجلندى لدعوتهما الى الدخول فى دين الله أفواجًا. وأسفرت الرسالة النبوية إلى الملكين العمانيين عن قبول الدعوة.

وفى الجانب السياسى فإن عُمان تعد من أهم الدول فى شبه الجزيرة العربية، وفى جانبها الاجتماعى فإنها تظهر تشكيلة المجتمع العُمانى.