رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

داعش وميسي في احتفالات عاشوراء بالمغرب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم، في العاشر من محرم بالتوقيت الهجري، بذكرى عاشوراء، غير أن طريقة التعاطي مع هذا اليوم تختلف من بلد لآخر.

الذكرى يراها المسلمون السنة مناسبة جيدة للاحتفال والبهجة والسرور احتفاءً بإنقاذ النبي موسى من بطش فرعون خلاله، ويمارس خلاله المسلمون الشيعة كل مظاهر الحزن، خصوصًا وأنهم يذكرون خلاله الظلم والاضطهاد الذي تعرض له حفيد الرسول الإمام الحسين، واستشهاده.

لكن المغاربة سواء كانوا مسلمين سنة أو شيعة أو حتى غير مسلمين لهم طريقتهم الخاصة في إحياء هذه الذكرى، حيث تقول الباحثة الاجتماعية والسياسية بجامعة محمد الخامس، شريفة لموير، إن ذكرى عاشوراء في المغرب مقرونة بعدد من الطقوس المنافية لما ينص عليه الدين الإسلامي، مثل التعاطي للسحر والشعوذة، أو طقوس أخرى مزعجة، كتفجير الأطفال للمفرقعات، ورش المارة بالماء، وإشعال النار والقفز عليها، موضحة لـ"سبوتنيك" أن المشعوذين يعتقدون أن أعمال السحر في عاشوراء يستمر مفعولها لعام كامل، وهو ما يفسر تهافت بعض المغاربة على السحرة في هذا الوقت كل عام، غير أن المؤكد أن غالبية المغاربة يعتبرون يوم عاشوراء هو يوم للتعبد، يصومون خلاله ويتناولون الحلوى، ويتبادلون الزيارات العائلية، ويشترون فيه ألعابا للأطفال.

وأرجعت الباحثة المغربية؛ أسباب انتشار تلك الممارسات في المغرب إلى كون المملكة متعددة الروافد الثقافية، لافتة إلى أن طقوس الاحتفال بيوم عاشوراء في المغرب تجمع بين العادات الاجتماعية والثقافية، والدينية أيضا، فالمغاربة مازالوا يحتفظون بالطقوس التي كان أجدادهم يمارسوها يوم عاشوراء قبل الإسلام، خلال اعتناقهم لديانات أخرى كالمسيحية واليهودية والوثنية، رغم أن المغرب في الأساس بلد سني منذ الحقبة الفاطمية.

 

داعش وميسي

تشتهر منطقة "درب عمر"، بمدينة الدار البيضاء، ببيع المفرقعات والأدوات المستخدمة في الاحتفال بيوم عاشوراء، فحسب تقرير نشره موقع هسبريس اليوم، اكتظ سوق درب عمر أمس الأربعاء بالبائعين للمفرقعات والشهب الصناعية، والمواطنين

المغاربة المشترين، خصوصا من فئة الأطفال والمراهقين، استعدادا لإحياء ذكرى عاشوراء، وأطلق الباعة في السوق على المفرقعات، أسماء مختلفة مثل:"داعش" و"ميسي" و"الوردة"، و"السيجار، و"النحلة".

وكشفت الباحثة الاجتماعية والسياسية المغربية، أن المجتمع المغربي رغم تطوره نحو الحداثة إلا أنه يحافظ على التقاليد المتوارثة، ولذا فلا عجب من استمرار الطقوس التي يمارسها بعض المغاربة في مناسبة عاشوراء لأنها تتم عن غير وعي.

الخبير المغربي رشيد لزرق من جانبه، كشف أن المغرب لها هوية ثقافية ومجتمعية خاصة بها، فرغم أنها بالأساس دولة عربية وإسلامية إلا أنها مازالت تحتفظ بهويتها وثقافتها المختلفة، ودلل أستاذ الحقوق والعلوم السياسية لـ"سبوتنيك" بأن الدستور المغربي الصادر عام 2011 نص على الطبيعة التعددية للمجتمع المغربي باعتبار المملكة المغربية دولة إسلامية، ذات هوية متعددة غير أنها  تتميز بتبوء الدين الإسلامي مكانة الصدارة فيها، وإلى جانبه هويات وثقافات ولغات أخرى.

ونوه "لزرق" بأن اللغة الرسمية في المغرب هي الأمازيغية إلى جانب العربية، والفرنسية وغيرها، وهذا التنوع اللغوي والثقافي يؤدي إلى اختلاف العادات والتقاليد، ولهذا فيوم عاشوراء في المغرب يتم الاحتفال به على طريقة المسلمين سواء السنة أو الشيعة فضلا عن غير المسلمين الذين يحتفلون كلا على طريقته أيضا بالمناسبة.