رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الديمقراطية فى الإسلام.. اختيار عمر بن الخطاب «رضى الله عنه»

بوابة الوفد الإلكترونية

 

بهاء الدين أبوشقة

رأى أبوبكر الصديق فى فترة خلافته، أن يجنب الأمة ما حدث من خلافات عند وفاة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما كان منه إلا أن اختار  لهم عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ واستشار كبار الصحابة فى ذلك، فاقتنعوا بهذا الاختيار. لذلك فقد سارع المسلمون جميعاً بعد وفاة أبى بكر الى مبايعة عمر بن الخطاب بالخلافة، وهكذا نرى أن رأى الأمة كان هو الأساس في اختيار عمر خليفة لأبى بكر.

وعندما طعن عمر فى المسجد ذهب  اليه المسلمون، وطلبوا منه أن يستخلف عليهم، فقال لهم إن أستخلف فقد فعل ذلك من هو خير منى ـ يعنى، أبا بكر ـ وإن لم أستخلف، فقد فعل ذلك من هو خير منى ـ يعنى: رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنى أرى أن تكون شورى بين: عثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب، وعبدالرحمن بن عوف وطلحة بن عبيدالله، وسعد بن أبى وقاص، والزبير. حتى اذا انتقل عمر الى جوار ربه اجتمع أهل الشورى وتشاوروا أياماً ثم اختاروا عثمان بعد أن قام عبدالرحمن بن عوف بمشاورة كبار المهاجرين والأنصار، فبايعوه وبايعه الناس، وهكذا تمت بيعة عثمان بالشورى أيضاً.

ويكفينا فى هذا المقام أن نذكر دليلاً واحداً على ذلك، وهو ما أخرجه ابن سعد عن القاسم، أن أبا بكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ كان إذا نزل به

أمر يريد فيه  مشاورة أهل الرأى والفقه، دعا رجالاً من المهاجرين والأنصار، ودعا عمر وعثمان، وعليا، وعبدالرحمن بن عوف، ومعاذ بن جبل، وأبى بن كعب، وزيد بن ثابت ـ رضى الله عنهم ـ وكل هؤلاء كان يفتى فى خلافته، وإنما يصير فتوى الناس إلى هؤلاء، فمضى أبوبكر على ذلك، ثم ولى عمر فكان يدعو هؤلاء النفر، وكانت الفتوى تصير، وهو خليفة إلى عثمان وأبى وزيد. بعد أن عرضنا لتلك النماذج الطيبة، وهذه الصور الرائعة التى تشهد بصدق التزام الرسول وصحابته بمبدأ الشورى، ننتقل الى نقطة أخرى تأتى كنتيجة لما عرضناه، وهى:  «سمات الشورى فى الاسلام».

ولم يحدد الإسلام طريقة معينة للشورى، وإنما تركها للأمة تكيّفها مع ظروفها وتطوراتها، وتأخذ الشورى فى الإسلام برأى الأغلبية، بل إنها تحترم هذا الرأى احتراماً شديداً، وخير دليل على ذلك ما فعله الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فى غزوة أحد، حين نزل على رأى الأغلبية.