العباس عم النبى.. ساقى الحرمين
محمد صلاح الدين
هو عباس بن عبدالمطلب بن هاشم وأمه نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو وقد ولد العباس قبل الرسول بثلاث سنوات نشأ العباس مع النبى فى بيت عبدالمطلب، فقد روى بن كثير أن العباس بن عبدالمطلب قال للنبى: يا رسول الله دعانى للدخول فى دينك أمارة لنبوتك رأيتك فى المهر تناجى القمر وتشير بإصبعك فحين أشرت إليه مال- كان العباس حتى مات عبدالمطلب فوق العاشرة بقليل وقد كفى أبوطالب إخوته الدفاع عن النبى، أما العباس فقد ظل فى موقف المتربص يكتم إسلامه ولم يعلنه ولم يبد عداوة على عكس أبى لهب الذى جهر بعداوته للإسلام حتى نزل فى شأنه قوله تعالى «تبت يد أبى لهب».
وكان النبى يأنس إلى عمه العباسى ويلجأ إليه بين الحين والحين وقد أعطاه الله من نور النبوة وجعله يعرف أن عمه سيكون حصناً للإسلام وكان العباس بعد وفاة أبى طالب لم يعلن عن إسلامه وكتم إسلامه ورغم ذلك لم يترك ابن أخيه يوم بيعة العقبة وخرج معه ليلقى الأنصار ويشدد له العقد ويأخذ له العهد.
وكان العباس يثق فى أمره كله ثم تكلم الرسول وتلى عليهم القرآن ثم دعاهم إلى الله ورغبهم فى الإسلام وظل
ويروى أن الهاشميين الذين اشتركوا فى بدر مع المشركين عادوا إلى مكة بعد فكاك أسرهم ثم انطلقوا مهاجرين مسلمين وقد انطلق العباس إلى المدينة مهاجراً فلقى النبى عند الجحفة فى طريقه إلى مكة فاتحاً فأعاده النبى معه وسمح لعياله بالتوجه إلى المدينة.
ونعلم أن مؤسس الدولة العباسية هو عبدالله بن محمد بن الإمام على بن عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب وهو الحفيد الرابع للعباس رضى الله عنه وتزوج العباس من أم الفضل وهى لبابة الكبرى بنت الحارث وأخت السيدة ميمونة التى تزوجها النبى. وتوفى العباس رضى الله عنه بالمدينة قبل مقتل عثمان بسنتين وصلى عليه عثمان بن عفان ودفن بالبقيع فى سن 88 رضى الله عن عم رسول الله.