هكذا ديننا.. (11) أنت وربك
صلاح صيام
«من يحول بينك وبين ربك» حقيقة تؤكدها حكاية هذا الرجل الذى يقول: بدأت حياتى ضائعا، لا توجد معصية إلا وارتكبتها، وفى يوم من الأيام اشتقت أن يكون عندى طفلة فتزوجت وأنجبت طفلة سميتها فاطمة، وكلما كبرت زاد الإيمان فى قلبى وقلّت المعصية،
فلما أكملت سنواتها الثلاث.. ماتت فاطمة، فانقلبت أسوأ مما كنت
وعزمت أن أشرب الخمر طوال اليل، حتى رأيت فى منامى يوم القيامة وقد أظلمت الشمس.. وتحولت البحار إلى نار.. وزلزلت الأرض.. واجتمع الناس إلى يوم القيامة، وأنا بينهم أسمع المنادى ينادى فلان بن فلان هلم للعرض على الجبار.
فأرى فلانًا هذا قد تحول وجهه إلى سواد شديد من شدة الخوف
حتى سمعت المنادى ينادى باسمى، فاختفى البشر من حولى، ثم رأيت ثعبانًا عظيمًا شديدًا قويًا يجرى نحوى فاتحًا فمه، فجريت من شدة الخوف فوجدت رجلًا عجوزًا ضعيفًا، فطلبت منه أن ينقذنى من الثعبان، فقال لى: يابنى أنا ضعيف ولكن اجر فى هذه الناحية لعلك تنجو فجريت فوجدت النار تلقاء وجهى، فعدت للرجل وقلت له: بالله عليك أنجدنى أنقذنى فقال لا أملك لك شيئا ولكن اجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو ففعلت والثعبان يكاد يتخطفنى
ذلك مالك بن دينار من أئمة التابعين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.