رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الديمقراطية فى الإسلام.. أهل الرأى

بوابة الوفد الإلكترونية

 

بهاءالدين أبوشقة

 

فى الفكر الإسلامى نجد أن الديمقراطية مطبقة تمامًا قبل أن يعرفها الغرب بقرون طويلة ونذكر دليلاً على ذلك فيما أخرجه ابن سعد عن القاسم: أن أبا بكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ كان إذا نزل به أمر يريد فيه مشاورة أهل الرأى والفقه، دعا رجالاً من المهاجرين والأنصار، ودعا عمر وعثمان، وعليا، وعبدالرحمن بن عوف، ومعاذ بن جبل، وأبى بن كعب، وزيد بن ثابت ـ رضى الله عنهم ـ وكل هؤلاء كان يفتى فى خلافته، وإنما يصير فتوى الناس إلى هؤلاء، فمضى أبوبكر على ذلك، ثم ولى عمر فكان يدعو هؤلاء النفر، وكانت الفتوى تصير وهو خليفة إلى عثمان، وأبى، وزيد.

وهذه الصور الرائعة، التى تشهد بصدق التزام الرسول وصحابته مبدأ الشورى، ولقد كثر الكلام حول هذا الموضوع، وتناوله كثير من علمائنا الإجلاء، ما بين مؤيد ومعارض، ولكل رأيه ودليله، ولكن المحل الآن لا يتسع لتلك الخلافات.

والمهم فى هذا المقام هو ما ذكرناه من تطبيق الرسول وصحابته لمبدأ الشورى، فهذه المواقف كافية فى الاستدلال على تأييد أن الشورى فى الإسلام ملزمة للحاكم. والقول إن الشورى غير ملزمة للحاكم معناه إلغاء أرادة الأمة، وخضوعها لنزعات الاستبداد الفردى

عند الحاكم.

ومجال الشورى هو الأمر الذى لم ينزل فيه وحى من الله، ولم ترد فيه سنة من رسول الله، أما ما نزل فيه وحى من الله أو وردت فيه سنة من رسول الله، فلا مجال للشورى فيه؛ إذ إنه لا يقبل التغيير.

لم يحدد الاسلام طريقة معينة للشورى، وإنما تركها للأمة تكيفها مع ظروفها وتطوراتها.  تأخذ الشورى فى الاسلام برأى الأغلبية، بل انها تحترم هذا الرأى احترامًا شديدًا، وخير دليل على ذلك ما فعله الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فى غزوة أحد، حين نزل على رأى الأغلبية. وتخلو الشورى الإسلامية من مساوئ النظم الديمقراطية، فهى لا تعرف الحزبية التى يمقتها الإسلام، الشورى الإسلامية تجنب الأمة نزعات الاستبداد الفردى عند الحاكم، كما أنها تقى المجتمع من الآراء الشاذة.