القلوب في القرآن .. المخبت
أحمد طه فرج
هو القلب الخاضع المطمئن الساكن الراضى بقضاء الله وبحكم الله وبفعل الله وبقدر الله، القلب المخبت يعلم أن الأمر أمره والفعل فعله والمشيئة مشيئته، وهو فعال لما يريد. وقال أهل العلم إن القلب المخبت الساكن عند أى ابتلاء أو مصيبة أو هم أو غم أو رزق دائما يقول شاء الله وقدر الله وخلق الله وكتب الله وعلم الله ودائما يقول إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ويعلم أن الله لا يدير الكون بالأسباب ولكن إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون وقال تعالى ألا بذكر الله تطمئن القلوب، وقال اهل العلم كل الاعضاء تذكر الله حتى القلب فذكر العينين البكاء وذكر اللسان الثناء وذكر اليدين العطاء وذكر البدن الوفاء وذكر الروح الخوف والرجاء وذكر القلب التسليم لله والرضا والقلب المخبت هو قلب خاضع لله. قال الشافعى لا تخضعن لمخلوق على طمع فذلك نقص منك فى الدين لن يقدر ان يعطيك خردلة إلا بإذن الذى سواك من طين ولا تصاحب غنيا تستعز به وكن عفيفا، وعظم حرمة الدين واسترزق الله مما فى خزائنه فإن رزقك بين الكاف والنون واستغن بالله عن دنيا الملوك كما استغنى الملوك بدنياهم عن الدين. والتابعى إبراهيم بن
كما قال أبو هريرة - رضى الله عنه -: القلب «ملك، والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده. وقال تعالى عن القلب الخاضع الساكن المطمئن: «أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقّ» . وقال الرسول صلى الله عليه وسلم إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، وورد أيضا أن فى الجسد مضغة لو صلحت صلح الجسد كله ولو فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.