رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سلامة الصدر تشفى أمراض القلوب

صلاح صيام
صلاح صيام

صلاح صيام

 

الغل والحسد مرضان من أكبر أمراض القلوب، ومرض القلب من أصعب الأمراض علاجًا، ولذا وجب جهاد النفس للخلاص منه، وأسلم علاج لهذه الأمراض هو تصحيح الإيمان بالله، والعمل على الوصول إلى درجة التقوى، فإن لم يخش المرء ربه، فإنه لا خير فيه، ولا ينتظر منه شيء، بل لن يكون له دافع عن ترك المحرمات، فليداوم الحاسد على دواء الخشية من الله، وليكثر من الدعاء أن يخفف الله عنه ما هو فيه من البلاء، وليرض بما قسم الله تعالى له من النعم، وليعلم أن الشر والخير كلاهما فتنة، فليحمد الله على كل حال، وليستغفر الله تعالى مما شاب قلبه.

و الغِلَّ والحقد والحسد وما شابَهها من الصفات السوداء للنفس البشرية هى مصادر الشَّرِّ فى المجتمع الإنساني، وهى فى الوقت ذاته عوامل هدم وقضاء على الفرد والمجتمع معًا، فالفرد الحَقُود لا يعرف البناء بل طابَعه السلبيَّة ومحاولة تحطيم مَن هو أحسن منه وضعًا أو حالاً بعد أن يحطِّم نفسَه هو، والمجتمع الذى يَشيع فيه خُلق الحِقد لا يعرف الوحدة ولا يصل يومًا ما إلى التماسُك، وكل ما له من عمل هو تبادُل التمزُّق

حتى الفناء كمجتمع أو كأمّ

ولكنَّ الإسلام استهدف من نظامه إضعافَ رُوح الحقد، وكراهيةَ الغِلِّ فى الإنسان والعمل على مَلْءِ القلوب بالمَحَبَّة ودفع النفوس إلى العمل المُجدِى فى الحياة.

وفى سورة الانشراح يُبرِز القرآن الكريم هذا الهدفَ على أنّه المنحة الإلهية إذا تحقَّق فى الإنسان فيقول فيها ـ والخطاب موجَّه إلى الرسول الكريم ـ صلّى الله عليه وسلم ـ: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) فيمتنُّ عليه بشرح الصَّدْر.

 وقد شرح الله صدره بإزالة الحقد من نفسه وإحلال المحبّة فيها محلَّه، عن طريق الإيمان بالله واتباع الهداية الإلهيّة، وبذلك أصبح الرسول عليه الصلاة والسلام قدوةً وأسوة حسنة وكان خُلقه العمليّ القرآن فى مبادئه وأهدافه.

فبالإيمان الذى يحمل على العمل والاتجاه إلى الله وحده تصفو النفس وتبعُد عنها ظلمة الحقد وسلبيته.