رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكايات من تاريخ الظلم .. لا حساب على الحاكم

مصطفى عبيد
مصطفى عبيد

مصطفى عبيد

 

يُسمى الكاتب الجميل خالد محمد خالد الخليفة الأموى عُمر بن عبدالعزيز «مُعجزة الإسلام». لِم؟ هل لكونه عادلاً والأصل فى الخلفاء القهر؟

الحقيقة لأن الرجل جاء بعد ثلاثة خلفاء أمويين شهدت أزمانهم قهرًا واسعًا حتى صار الاستبداد والقهر سمة من سمات المُلك.

أول هؤلاء كان عم عمر بن عبد العزيز الخليفة عبد الملك بن مروان، والذى كان ناسكًا، ثُم صار جبارًا طاغيًا واستعمل الحجاج الثقفى بجبروته ودمويته فسام الناس خسفًا وظلماً.

عند رحيل «عبدالملك» بويع ابنه الوليد بالخلافة، وكان شابًا رقيقًا هادئ الطباع وحولته السلطة إلى أحد أعنف خلفاء بنى أمية وأشدهم غطرسة وتجبراً. ويحكى «المسعودى» أن عبدالملك بن مروان استدعى ابنه وهو على فراش الموت وقال له إنه يشعر بدنو الأجل وأن عليه أن يدعو الناس إلى البيعة، فمن مال برأسه فليمل عليه بسيفه. وبكى «الوليد» تأثرًا فنهره والده وقال له موصياً:«أحنين حمامة؟ إذا مت فشمّر وائتزر، والبس جلد النمر، وضع سيفك على عاتقك، فمن أبدى ذات نفسه لك فاضرب عنقه، فمن سكت مات بدائه».

ويبدو أن الوليد أخذ بالنصيحة، فتشجع وقرر أن يخوّف الناس ويتوعدهم، فصعد إلى المنبر مُحذراً الناس أن يناديه أحدهم باسمه فقال: «إنكم كنتم تكلمون من قبلى من الخلفاء بكلام الأكفاء، فتقولون يا معاوية. يا يزيد. يا فلان. والله لا ينادينى أحد بمثل هذا إلا أتلفت نفسه».

ولما كان عمر بن عبد العزيز ابن عمه وزوج أخته فاطمة، فقد كان يحاول أن يقدم المشورة له ليُجنبه ظلمًا أو فساداً. وذات

يوم أدخلوا على الوليد أحد الذين يسبونه من الرعية، فقال له: ما تقول فىّ؟ فقال جبار وجائر. فقال: وما تقول فى عبدالملك بن مروان (والده) فقال: جبار وعاتٍ. وسأله: وما تقول فى معاوية، فقال: مثلهم، فقال لحراسه: اضربوا عنقه.

وحاول عمر بن عبدالعزيز مراجعته فى حكم الإعدام فقال له: الرجل لم يقتل حتى يُقتل. فقال الوليد: سب الخليفة أشد من القتل. فقال عمر: اسجنه حتى يرجع عما قال. وأبى الوليد، ونادى على الحراس لسرعة إنفاذ أمره وقتل الرجل، فقال له عمر: إن الله سيحاسبك على ذلك.

ويبدو أن الأمر قد أحزن الوليد، فسأل حاشيته: أيمكن للخليفة أن يُحاسب؟ أيمكن أن يُعذّب؟ وحار مَن حوله فيما يقولون له حتى إنه ازداد توتراً وغضباً، وخاف المقربون منه أن ينالهم بعض هذا الغضب، فذهب شقيقه يزيد بن عبدالملك وأحضر أربعين شيخاً ليقولوا له إنه لا حساب على الخليفة ولا عذاب.

وطبقا لوصف «المسعودى» كان الوليد غشومًا جباراً وظالماً. استبقى الحجاج الثقفى وأكرمه.

 

[email protected] com