عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عزيزى الإنسان .. هل العلم يؤدى إلى الإلحاد؟

بوابة الوفد الإلكترونية

د. محمد داود

 

يظنُّ بعض الناس الذين لم يدركوا من العلم إلا قليلًا أن الكفر من ضروريات العلم، وأن أكثر الناس علمًا هم أشدهم إلحادًا.

والحقيقة أن العلم لا يؤدى بصاحبه إلى الإلحاد، وإنما يؤدى إلى الإيمان الحق؛ حيث يجد نفسه فى هذا الوجود فى عالم فسيح لا حدَّ له، ينتظم فى نظام محكم لا تشوبه شائبة من الفوضى، ولا يملك بعد تأمله إلا أن يخرَّ ساجدًا للقدرة الإلهية التى أوجدت هذا الكون العظيم.

العلم يشهد أن العلم يؤدى إلى الإيمان

فقد نشر الدكتور الألمانى «دينرت» بحثًا حلَّل فيه الآراء الفلسفية لأكابر العلماء الذين أناروا العقول فى القرون الأربعة الأخيرة، وتوخى أن يدقق فى تعرُّف عقائدهم، فتبين له بعد الدراسة أن قلة منهم ظلوا ملاحدة، أو لم يصلوا إلى عقيدة ما، بينما شهد معظمهم بالإيمان وبصحة الدين الإسلامى وبُعْدِه عن التحريف والتزييف، واتفاقه مع العلم الحديث.

وهذا يدل دلالة صريحة على أن التناقض بين الإيمان والعلم، الذى يزعم الماديون أنه وصف مميز للعلماء ليس له أصل، ويشير أيضاً إلى أن الإيمان والعلم يتكاملان ولا يتنافيان.

يقول الطبيب المشهور «باستور»: أن الإيمان لا يمنع أى ارتقاء كان، ولو كنت علمت أكثر مما أعلم اليوم، لكان إيمانى بالله أشد وأعمق مما هو عليه الآن، ثم عقَّب هذا بقوله: إن العلم الصحيح لا يمكن أن يكون ماديًّا، ولكنه على خلاف ذلك يؤدى إلى زيادة العلم بالله؛ لأنه يدل بواسطة تحليل الكون على مهارة وتبصُّر وكمال عقل الحكمة التى خلقت الناموس المدبّرة للوجود، كمالًا لا حدَّ له.

أما الدكتور «وتز» الكيميائى، وعضو أكاديمية العلوم، وعميد كلية الطب فى باريس، يقول: إذا أحسستُ فى حين من الأحيان أن عقيدتى بالله قد تزعزعت، وجهت وجهى إلى أكاديمية العلوم لتثبيتها.

وقال المؤرخ الطبيعى «فابر»: كل عهد له أهواء جنونية، فإنى أعتبر الكفر بالله من الأهواء الجنونية، وهو مرض العهد الحالى، وأيسر عندى أن ينزعوا جلدى من أن ينزعوا منى العقيدة بالله.

وقد سُئل الدكتور «أندروكونواى» هذا السؤال: سمعت أن معظم المشتغلين بالعلوم

ملحدون، فهل هذا صحيح؟

فأجابه قائلًا: إننى لا أعتقد أن هذا القول صحيح، بل إننى على نقيض ذلك وجدت فى قراءاتى ومناقشاتى أن معظم من اشتغلوا فى ميدان العلوم من العباقرة لم يكونوا ملحدين، ولكن الناس أساءوا نقل أحاديثهم، أو أساءوا فهمهم، ثم استطرد قائلًا: إن الإلحاد، أو الإلحاد المادى، يتعارض مع الطريقة التى لا يمكن أن توجد آلة دون صانع، وهو يستخدم العقل على أساس الحقائق المعروفة ويدخل إلى معمله يحدوه الأمل ويمتلئ قلبه بالإيمان، ومعظم رجال العلوم يقومون بأعمالهم حبًا فى المعرفة وفى الناس وفى الله.

ونُقل عن الدكتور «ألبرت ماكومب ونشستر»، المتخصص فى علم الأحياء، قوله: إن اشتغالى بالعلوم قد دعَّم إيمانى بالله حتى صار أشد قوة، وأمتن أساسا، مما كان عليه من قبل، ليس من شك أن العلوم تزيد الإنسان تبصُّرًا بقدرة الله وجلاله، وكلما اكتشف الإنسان جديدًا فى دائرة بحثه ودراسته، ازداد إيماناً بالله.

وننقل عن اللورد «كلفن» قوله: إذا فكرت تفكيرًا عميقًا؛ فإن العلوم سوف تضطرك إلى الاعتقاد فى وجود الله.

ويقول «أينشتين»: إن الإيمان هو أقوى وأنبل نتائج البحوث العلمية.

ونختم هذه الأقوال بما قاله الفيلسوف الإنجليـزى «فرانسيس بيكون»: أن قليلًا من الفلسفة يُقـرِّب الإنسان من الإلحاد، أما التعمق فى الفلسفة فيرده إلى الدين.

إن أقوال هؤلاء العلماء تُبرهن على أن العلوم هى سبب إيمانهم بالله تعالى.