عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المشورة فى أحد

بهاءالدين أبوشقة
بهاءالدين أبوشقة

بهاءالدين أبوشقة

 

مازال الحديث متواصلاً عن ديمقراطية الرسول «صلى الله عليه وسلم»، وهذه مشاورته مع أصحابه فى الخروج لغزوة أحد، لما سمع الرسول «صلى الله عليه وسلم» والمسلمون بأن المشركين قد نزلوا مقابل المدينة، قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم» للمسلمين: «إنى قد رأيت والله خيرًا، رأيت فى ذباب سيفى ثلمًا، ورأيت أنى أدخلت يدى فى درع حصينة فأولتها المدينة، فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا، فإن أقاموا بشر مقام، وإن هم دخلوا علينا، قاتلناهم فيها»، وكان رأى عبدالله بن أبى بن سلول مع رأى رسول الله «صلى الله عليه وسلم» يرى رأيه فى ذلك وألا يخرج إليهم، وكان رسول الله «صلى الله عليه وسلم» يكره الخروج.

فقال رجال من المسلمين ممن أكرم بالشهادة يوم أحد وغيره ممن فاته بدر: يا رسول الله، أخرج بنا إلى أعدائنا، لا يرون أنا جبنا عنهم وضعفنا، فقال عبدالله بن أبى بن سلول: يا رسول الله، أقم بالمدينة لا تخرج إليهم؛ فوالله ما خرجنا منها إلى عدو لنا قط إلا أصاب منا، ولا دخلها علينا إلا أصبنا منه، فدعهم يا رسول الله، فإن أقاموا أقاموا بشر محبس، وإن دخلوا قاتلهم الرجال فى وجوههم، ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم، وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا، فلم يزل الناس برسول الله «صلى الله عليه وسلم» الذين كان من أمرهم حب لقاء القوم حتى دخل رسول الله «صلى الله عليه وسلم» بيته فلبس لأمته، وذلك يوم

الجمعة حين فرغ من الصلاة، وقد مات فى ذلك اليوم رجل من الأنصار، يقال له مالك بن عمرو، فصلى عليه رسول الله «صلى الله عليه وسلم» ثم خرج عليهم وقد ندم الناس، وقالوا: استكرهنا رسول الله «صلى الله عليه وسلم» ولم يكن لنا ذلك، فلما خرج عليهم رسول الله «صلى الله عليه وسلم» قالوا: يا رسول الله استكرهناك ولم يكن لنا ذلك، فإن شئت فاقعد صلى الله عليك ـ فقال رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: «ما ينبغى لنبى إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل»، فخرج رسول الله «صلى الله عليه وسلم» فى ألف من أصحابه. (سيرة ابن هشام جـ3، ص 4746).

وأود أن أشير هنا إلى أن ما حدث للمسلمين من هزيمة فى يوم أحُد ليس معناه أن الشورى سبب فى ذلك؛ لأن هزيمة المسلمين فى تلك الغزوة كانت لأسباب لا علاقة لها بالشورى، منها مخالفة الرماة لأوامر الرسول «صلى الله عليه وسلم» وانشغال المسلمين بجمع الغنائم.