الديمقراطية فى الإسلام.. «5» الشورى فى موضعين
بهاء الدين أبوشقة
وردت الشورى أو الديمقراطية بالمفهوم الحديث الآن فى موضعين مهمين فى القرآن الكريم، الأول عندما خاطب الله تبارك وتعالى نبيه محمد «صلى الله عليه وسلم»: «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر، فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين». هذه الآية نزلت بعد هزيمة المسلمين يوم «أحد»، وفى ظروف أن هناك من أشار على النبى «صلى الله عليه وسلم» برأى غير صائل، وأنزل الله قرآناً بالعفو عنهم ومشاورتهم. وأما الموضع الثانى فهو قول الله ـ تعالى :" «فما أو تيتم من شىء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وابقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش واذا ما غضبوا هم يغفرون والذين استجابوا لربهم واقاموا الصلاة وامرهم شورى بينهم ووما رزقناهم ينفقون «الشورى: 36 ـ 38» والذى يتأمل فى هذه الاية المباركة وينظر فى تركيبها ـ يجد ان الله قد ذكر الشورى
ولقد دعا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الى الأخذ بمبدأ الشورى فى كل أمر لم ينزل فيه وحى من الله ولم يمض فيه سنة من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.
وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدوة حسة فى تطبيق هذا المبدأ وإلزام نفسه به، ولقد اشتملت سنته العملية على صور رائعة لمشاورة الرسول لأصحابه وسنعرض غدا بعض تلك المواقف التى استشار الرسول فيها أصحابه وألزم نفسه فيها بمبدأ الشورى.
«للحديث بقية»