رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القلوب فى القرآن.. المريض

بوابة الوفد الإلكترونية

 


أحمد طه فرج

قال العلماء: إن القلب المريض وهو الذى أصابه مرض مثل الشك أو النفاق وفيه فجور ومرض فى الشهوة الحرام، وهذا القلب هو قلب له حياة وبه وله مادتان تمده هذه مرة، وهذه تمده أخرى، وهو لما غلب عليه منهما، ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به والإخلاص له والتوكل عليه ما هو مادة حياته وفيه من محبة الشهوات وإيثارها والحرص على تحصيلها ومن الحسد والكبر والعجب وحب العلو ما هو مادة هلاكه وعطبه وقال تعالى «فى قلوبهم مرض».

‎فالقلب الأول حى مخبت لين. والقلب الثانى يابس ميت. والقلب الثالث مريض فإما إلى السلامة، وإما إلى العطب.

‎وعلى هذا فإن القلب لكى تبقى له حياته وتزول عنه غفلته، وتتم له استقامته، محتاج إلى ما يحفظ عليه قوته وهو ‎الإيمان والطاعات والمحافظة على ذكر الله، والبعد عن كل ما يسخط الله.

‎ولا سعادة للقلب ولا لذة ولا نعيم ولا صلاح إلا بأن يكون الله وحده إلهه وفاطره ومعبوده وغاية مطلوبه، وأحب إليه من كل ما سواه. فبهذا تكون نجاة القلب من الغفلة وسلامته من الهلكة، والتوفيق بيد الله تعالى. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس مع جماعة من الصحابة رضى الله عنهم بالمسجد وقال: (سيدخل الآن رجل من أهل الجنة)، ودخل صحابى، وتكرر ذلك ثانية ثم تكرر للمرة الثالثة، فأراد عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما أن يعرف ما الذى يتميز به هذا الرجل ولهذا فقد طلب منه أن

يقيم معه فى منزله 3 أيام، وأوجد لذلك عذراً. وسمح له الرجل بأن يقيم معه، ولاحظ عبدالله بأن الرجل لم يفعل شيئاً غير اعتيادى، فهو لم يصم طوال الوقت وكان ينام جزءاً من الليل ويصلى فى الجزء الآخر وهكذا، ولهذا فقد أخبره عبدالله بعد مرور 3 أيام بالسبب الحقيقى لطلبه بأن يقيم معه وسأله عن السبب وراء كونه من أهل الجنة، فلم يذكر الرجل رضى الله عنه شيئاً، لكن بعد وهلة قال: إنى كل ليلة قبل خلودى للنوم أعفو عمن ظلمنى، وأتخلص من أية ضغينة أحملها فى قلبى تجاه أى أحد.

وقال العلماء يفضل للنساء التعامل مع الزملاء بقدر الحاجة فقط ومع البائع فى السوق أيضاً بقدر الحاجة وقال تعالى ولا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض والقلوب اليوم أصبحت مريضة نسأل الله النجاة ونسأل الله أن يطهر قلوبنا من النفاق والأمراض وأعمالنا من الرياء فأفضل القلوب عند الله الذى ينام وليس فى قلبه حقد وشحناء للمسلمين.