عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحتاج ثورة لتجديد الخطاب الدينى.. والإسلام ينتشر فى مدينة النور

د. محمد البشارى رئيس
د. محمد البشارى رئيس الفيدرالية العامة لمسلمى فرنسا:

 

حوار - صابر رمضان:

أكد المفكر الإسلامى المغربى الدكتور محمد البشارى، أمين عام المؤتمر الإسلامى الأوروبى رئيس الفيدرالية العامة لمسلمى فرنسا، أن الإسلام بدأ ينتشر بشكل طيب فى فرنسا، وزادت أعداد الفرنسيين الذين اعتنقوا الإسلام، حتى بدأت الصورة المظلمة عن الإسلام تنقشع فى هذه المنطقة من قارة أوروبا، واستطاعت الفيدرالية العامة ترسيخ مفهوم أن المسلمين الفرنسيين ليسوا أقلية مهاجرة، وإنما هم مواطنون يتمتعون بكل الضمانات والحريات، ودعا «البشارى» إلى ثورة على النصوص التى حرّفت وأخرجت عن سياقها الدينى، مؤكدًا أننا فى حاجة إلى قاعدة قوية وثابتة لتجديد الخطاب الدينى، «الوفد» التقت به أثناء زيارته إلى القاهرة، فكان هذا الحوار:

 

< فى="" البداية..="" نود="" إعطاء="" نبذة="" عن="" الفيدرالية="" العامة="" لمسلمى="">

- المسلمون لأول مرة فى تاريخهم يعيشون حالة أقلية دينية وبشرية فى المجتمعات غير الإسلامية، وبالتالى كان لزامًا عليهم تأسيس مؤسسات تمثلهم وتنظم الشأن الدينى، فتم تأسيس الفيدرالية العامة لمسلمى فرنسا عام 1985 بمبادرة من رابطة العالم الإسلامى فى مكة المكرمة على أساس أن تكون المظلة الجامعة لعموم المسلمين هناك تنظم حياتهم وتوطد علاقاتهم بالسلطات الفرنسية وأنشأنا على مستوى أوروبا الإسلامى الأوروبى على أساس أن يكون كذلك مظلة المسلمين لدى الاتحاد الأوروبى.

< وما="" المهام="" التى="" تضطلع="" بها="" الفيدرالية="" فى="" مساندة="" الإسلام="" والمسلمين="">

- أهمها الدفاع عن الإسلام والمسلمين فى فرنسا والتصدى لكل محاولات طمس الهوية وكل المحاولات الرامية للإساءة لهما، وتولى رئاستها عدد من المسلمين الفرنسيين، وأتولى رئاستها حاليًا وأنا فرنسى من أصل مغربى، وقد استطاعت الفيدرالية ترسيخ مفهوم مهم، وهو أن المسلمين ليسوا مجرد أقلية مهاجرة من بلاد المغرب العربى والدول الإسلامية الأخرى وإنما هم مواطنون فرنسيون يتمتعون بكل الضمانات والحريات التى يتمتع بها الشعب الفرنسى، حتى صرنا اليوم ثانى قوة عقائدية فى فرنسا وأنشأنا العديد من المساجد وقاعات الصلاة والمدارس الإسلامية التى تصون هوية النشء المسلم وتحميه من الانصهار فى مجتمع الأغلبية.

< وما="" أبرز="" الإيجابيات="" التى="" تحققت="" على="">

- لله الحمد، كان من أهم الإيجابيات التى حققناها هناك هو الحفاظ على وحدة المسلمين فى فرنسا، حتى تلاشت ظاهرة العرقيات، وصار الإسلام قومية جميع مسلمى فرنسا، حتى كانت النتيجة أن الإسلام انتشر فى فرنسا، وأقبل الشعب الفرنسى على اعتناق الإسلام على اقتناع تام وشديد، وقد احتضنت الفيدرالية الإسلامية المسلمين الجدد هناك وزودتهم بالكتب الإسلامية لترسيخ مفاهيم الدين الأصيل فى نفوسهم.

< الجهود="" المبذولة="" لتصحيح="" صورة="" الإسلام="" فى="" مناهج="" أوروبا..="" كيف="" تراها="" وهل="" تمكنت="" المؤسسات="" الإسلامية="" هناك="" من="">

- ما زالت نظرة الغرب للإسلام والمسلمين مشوهة حتى اليوم للأسف الشديد، لكن هذه النظرة بدأت تخف، وهناك عدة أنشطة لتصحيح صورة الإسلام، وأهمها هو اللقاء مع دور النشر والمؤسسات التربوية لتصحيح الصورة، أولًا فى الكتب والمناهج الدراسية الغربية. وثانياً: هناك تواصل كبير مع صناع القرار السياسى والإعلامى ودورات تدريبية ومنتديات على أساس أننا كيف يمكن صناعة الخبر دون المس بالشعور الدينى للأقليات المسلمة. وثالثاً: يجب أن يقدم المسلمون المادة الخام لوسائل الإعلام، فهى لا تجتهد اجتهادًا جديداً، بل تنقل صورة عن المسلمين، فإذا خرج البعض على النظام العام بسبب التطرف والإرهاب كانت الصورة سلبية، وقد كنا حتى وقت قريب نعانى من نظرة الفرنسيين إلى المسلمين على أنهم غرباء، والحمد لله تحسنت صورة الإسلام والمسلمين فى المجتمع الفرنسى بشكل ملحوظ، حتى إن وسائل الإعلام الفرنسية تخصص مساحات لا بأس بها لصالح الأقلية المسلمة.

< وما="" دور="" المؤسسات="" الإسلامية="" الفرنسية="" فى="" الحفاظ="" على="" هوية="" النشء="" المسلم="" من="">

- هناك مشكلتان أساسيتان تعانى منهما الأقليات المسلمة فى الغرب بشكل عام وهما التغريب وعدم وضوح معالم الهوية، والجيل المسلم الأول واجه هاتين المشكلتين وتغلب عليهما لما يمتلكه من زاد ثقافى إسلامى متين ساعده فى الحفاظ على هويته العقائدية، أما الجيل الذى يعيش الآن فى فرنسا فإن غموض الهوية هو المشكلة الرئيسية التى يعانى منها، فهو أمام إعلام قوى وثقافة غربية تشده بعيدًا عن أصالته الإسلامية، وقد بدأت الهجرة الإسلامية إلى فرنسا فى بداية الحرب العالمية الأولى، ثم زادت هذه الهجرات بعد الحرب العالمية الثانية، ونشأت فى فرنسا عدة أجيال عانت من التغريب والاستلاب الفكرى، لكن المنظمات الإسلامية والجمعيات تعمل بكل جدٍ لحماية النشء المسلم الذى ولد وتربى فى فرنسا، والتوعية بهدايات وحقائق الدين الإسلامى الحنيف، حتى يمكن القول إن الإسلام والمسلمين فى فرنسا فى

خير.

< تجديد="" الخطاب="" الدينى..="" كيف="">

- نحن الآن لا بد أن يكون لدينا الشجاعة، فليس المطلوب تجديد شىء بالٍ، وإنما المطلوب منك مراجعة هذا البالى، هذا القديم، وأنا أدعو بالفعل إلى ثورة على النصوص التى حرّفت وأخرجت عن مساقها وسياقها الدينى، فهناك كثير من التجرؤ وهناك كثير من الإفراط، وهناك عمليات كثيرة يقوم بها بعض المتفقهين من قص للنصوص الدينية وإلصاقها ومحاولة إعطائها صفة أن هذا هو النص الدينى، وأرى أن ثمة مجموعة من المنطلقات التى يمكن أن تمثل قاعدة قوية وثابتة لتجديد الخطاب الدينى وتطوير المؤسسة الدينية ككل، وأهمها أن يجرى البدء بالدعاة فى المساجد فترعاهم الدولة وتمكنهم من التفرغ للدعوة بمقابل مجزٍ، ودعم دعاة الأزهر، ومواصلة سياسة الدولة فى عدم السماح للمرجفين بالتطاول وبطرح أطروحات مخالفة للمنهج التاريخى الأزهرى الوسطى، وكذلك من يروجون للفتاوى المتطرفة والآراء المتشددة.

وأخيرًا لا بد من استكمال جهود المواجهة الفكرية للأفكار المتطرفة.

< هل="" تؤمن="" بنظرية="" المؤامرة="" على="" الإسلام="" والمسلمين="" من="" قبل="">

- ليس بالضرورة أن تكون هذه المؤامرة حاضرة على الدوام رغم اعترافنا بوجودها، وأنا أؤمن بأنه من الخطأ تعليق كل أخطائنا وتقصيرنا فى خدمة ديننا على شماعة المؤامرات الغربية ضد الإسلام، ولهذا يجب علينا أن ننقى تراثنا الفكرى الذى يتضمن أشياء كثيرة لا تناسب الزمن أو الوضع أو المكان أو الأشخاص، وأشياء أخرى تدعو إلى القتال وسفك الدماء، والشيخ محمد الغزالى كان يقول: «لو أزلنا السياسة عن تاريخنا لوجدنا تاريخًا طيبًا يمكن الافتخار به»، وأرى كلامه صحيحاً جداً، ونحن نرى الآن على أرض الواقع من ظواهر عنف شديدة البشاعة حتى وصل الأمر إلى أن بعض التنظيمات أصبحت فى نظر البعض معتدلة.

< داعش..="" كيف="" نراه="" وتداعيات="" وجوده="" على="">

- ما هو إلا عنوان لتخلف المسلمين وبالتالى له دوافع كثيرة ودواعى أكثر منها هذه الصورة المقيتة.

< أخيراً..="" كيف="" ترى="" أزمة="" الفضائيات="" وصناعة="" الدعاة="">

- البرامج الدينية فى الإعلام العربى تعيش حالة غريبة تتسم بالموسمية وجعلتها أحيانًا مثلها مثل صناعة الدراما والسينما، إذ حولتها الفضائيات فى كثير من الأحيان إلى حالة صناعة موسمية، صناعة تروج وتنتشر فى أيام ويخفت ضوؤها فى أيام أخرى، وهذه الأيام فى شهر رمضان تنشط آلة صناعة الدعوة عبر الإعلام كما تنشط فى الوقت نفسه آلة صناعة الدراما الرمضانية، كما تنشط آلة صناعة السينما لعيد الفطر وهكذا.

إن دخول الفضائيات بالاستثمارات المبالغ فيها فى إنتاج البرامج الدينية وصناعة الدعاة الجدد يسبب أزمة لأنها تفرض توجهات بعينها تمول طرق تفكير وأسلوب معالجة للنوازل الفقهية واحتياجات الناس الروحية أفسد على مسار البلاغ الدينى بإشاراته ونصائحه، وأعطى الفرصة للمتمردين والهواة ومحبى إثارة القضايا الخلافية لممارسة أدوار عرضت قلوب الناس لفتن كبرى، ولذا فأنا أدعو لضرورة مراجعة تمويل هذه النوعية من البرامج التى تهدم كثيرًا وتشكك كثيرًا فيما يتم بناؤه وتشييده من قبل مؤسساتنا الدينية الكبيرة فى العالم الإسلامى.