عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا أوصى رسول الله بغلق الأبواب والنوافذ في الليل وخصوصًا عند النوم؟

بوابة الوفد الإلكترونية

  غلق الأبواب وقت المغرب هل هى وصية نبوية؟ وهل من جملة الوصايا النبوية أنه -صلى الله عليه وسلم- حث على غلق الأبواب والنوافذ في الليل وخصوصًا عند النوم، فلقد سمعنا أنه يتعين علينا أن نغلق الأبواب والنوافذ ساعة الغروب لكي لا تدخل الجن والشياطين، فهل يعني هذا أن النوافذ يجب أن تبقى مغلقة طوال الليل؟ أم وقت الغروب فقط؟ وإذا كانت الثانية فكم المدة تحديدًا؟، فقد ترك لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إرثًا غنيًا نستطيع الاهتداء به في كل جوانب حياتنا، وجعل لنا سننًا لكل شيء، فأرشدنا إلى سنن النوم وأدعية الصباح والمساء والخروج والدخول من المنزل وطلب الرزق والزواج والشدة والرخاء والحزن والفرح، فلم يترك جانبًا أو ركنًا مظلمًا في حياتنا، فنجد وصاياه مصابيحًا تضيء طرقنا وبها نهتدي ونقتدي للوصول إلى بر الأمان والسعادة في الدنيا والجنة في الآخرة.


 غلق الأبواب وقت المغرب أو الحث على غلق الأبواب والنوافذ في الليل وخصوصًا عند النوم، ففيها ورد عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ» رواه البخاري (3280) -واللفظ له- ومسلم (2012)، كما أن غلق الأبواب وقت المغرب أو الحث على غلق الأبواب والنوافذ في الليل وخصوصًا عند النوم، جاء في لفظ للبخاري (5624) : « أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ إِذَا رَقَدْتُمْ وَغَلِّقُوا الْأَبْوَابَ وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ ».


 غلق الأبواب وقت المغرب أو الحث على غلق الأبواب والنوافذ في الليل وخصوصًا عند النوم، فعند أحمد (14747): «خَمِّرُوا الْآنِيَةَ وَأَوْكِئُوا الْأَسْقِيَةَ وَأَجِيفُوا الْبَابَ وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ عِنْدَ الرُّقَادِ فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا اجْتَرَّتْ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ الْبَيْتَ، وَأَكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ الْمَسَاءِ فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وَخَطْفَةً»، وعنده أيضًا (14597) ورد في غلق الأبواب وقت المغرب أو الحث على غلق الأبواب والنوافذ في الليل وخصوصًا عند النوم: «أَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ بِاللَّيْلِ

وَأَطْفِئُوا السُّرُجَ وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهِ بِعُودٍ».


 غلق الأبواب وقت المغرب أو الحث على غلق الأبواب والنوافذ في الليل وخصوصًا عند النوم، ففيها دلت هذه الأحاديث وما في معناها على شيئين: الأول، يشرع عند إقبال الليل منع الصبيان -وكذا سائر البهائم من الإبل والغنم وغيرها- من الخروج؛ لأن هذه ساعة تنتشر فيها الشياطين في الأرض، ولا تُؤمن غوائلهم على الصبيان وسائر الحيوانات، والثاني، إغلاق أبواب البيوت والغرف والشبابيك بالليل، إذا لم تكن هناك حاجة إلى فتحها، وخصوصًا عند إرادة النوم، فيكون منع الصبيان من الخروج في أول ساعة من الليل، أما إغلاق النوافذ والأبواب فيكون في عامة الليل، غير مخصوص بأوله، إذا لم تكن هناك حاجة داعية إلى فتحها؛ وذلك صيانة للبيت وأهله من دخول الشياطين وسائر ما يؤذي من هوام الأرض.

غلق الأبواب وقت المغرب أو الحث على غلق الأبواب والنوافذ في الليل وخصوصًا عند النوم، ففيها قال ابن عبد البر -رحمه الله-: "وفي هذا الحديث الأمر بغلق الأبواب من البيوت في الليل، وتلك سنة مأمور بها رفقًا بالناس لشياطين الإنس والجن" انتهى. الاستذكار، (8/363). وعن غلق الأبواب وقت المغرب أو الحث على غلق الأبواب والنوافذ في الليل وخصوصًا عند النوم، قال ابن بطال -رحمه الله-: «أمره -عليه السلام- بإغلاق الأبواب بالليل خشية انتشار الشياطين وتسليطهم على ترويع المؤمنين وأذاهم» انتهى. شرح صحيح البخارى، لابن بطال (9/67).