عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على أسلوب الدعوة بالقدوة الصالحة؟

بوابة الوفد الإلكترونية

عبادة الله -عزّ وجلّ- هي الغاية التي خُلق من أجلها الإنس والجنّ، وللثبات على هذه العبادة والقيام بها على أتمّ وجه أرسل سبحانه الأنبياء والرسل ليقوموا بدعوة الناس إلى توحيد الله وإرشادهم إلى الدين الصحيح، وللدعوة أهميّة وفضلٌ كبير فهي من أفضل الأعمال التي يفعلها الإنسان في حياته؛ ومن خلالها يظهر مدى اقتداء المسلم برسول الإسلام الذي قضى عمره في الدعوة، واستخدم جميع أساليبها ووسائلها ومنها أسلوب الدعوة بالقدوة الصالحة، فالرسول الكريم هو خير قدوة للعالم أجمع في حياته وبعد مماته.

 

يتجلّى فضل الدعوة وعظمة شأنها من خلال تكفّل الخالق العظيم بها، وذلك في قوله: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.

 

كما أنّ الدعوة هي السبب في نوال الأمّة المحمّدية الخيرية والفضل على باقي الأمم؛ حيث قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ}.

 

فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أحد أساليب الدعوة المهمّة. أسلوب الدعوة بالقدوة الصالحة إنّ لأسلوب الدعوة بالقدوة الصالحة أهميّةٌ بالغة وقد أرشد -سبحانه- إلى أنّ الرسول الكريم هو القدوة الصالحة التي يُوصل اتباع منهجها إلى الحقّ والرشاد؛ وذلك في قوله تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.

 

كما ينبغي توافر عدّة أمور في القدوة لينجذب إليها الناس ويقلّدونها؛ منها حُسن الخُلق، والعمل الموافق للقول، والابتعاد عن الوقوع في

الزلل قدر الاستطاعة، والتصرّف بعفوية وبلا تكلّف، وإظهار الالتزام الديني الصحيح، والعمل الصالح المتقن دون إشعار المدعوّين بالتفوّق، فإنّ الهدف هو جذب الناس إلى الدين وليس التفاخر.

 

يتميّز أسلوب الدعوة بالقدوة الصالحة عن غيره من أساليب الدعوة بعدّة ميّزات، حيث إنّ البشر مفطورون على حبّ التقليد والمحاكاة، كما أنّ القدوة الصالحة تؤثر في المدعويّن عن قصد وعن غير قصد، فالداعي إلى الله عندما يملك الأخلاق القويمة يجذب غيره إلى التحلّي بمثلها وإن لم يتعمّد إظهارها، كما أنّ الدعوة بالقدوة هي دعوة غير مباشرة وهذه ميّزة عظيمة فكثير من الناس ينفرون من الأمر والوعظ المباشر، وغالبًا ما تقع القدوة الصالحة في نفوس المدعويّن موقع الرضا والمحبّة؛ ممّا يزيد من سرعة الاستجابة ويُعطي ثمار الدعوة، فالدعوة بالقدوة الصالحة هو أسلوب من أساليب الدعوة، ويُشكّل مع الأساليب الأخرى وحدةً متكاملة تهدف إلى نشر الدين الإسلامي وإنقاذ الناس من ضلالات الجهل والشرك إلى نور العلم والإيمان.