رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على وظيفة التربية في المجتمع المعاصر

بوابة الوفد الإلكترونية

التربية في حقيقتها عملية إنسانية ترتبط بوجود الإنسان على الأرض، وهي مستمرة باستمرار الحياة. وموضوعها الأساس هو الإنسان بكلِّ ما يحتويه من جسد وروح، وعقل ووجدان، وماض وحاضر، واستقامة وانحراف، وواقع وأحلام، وآمال وآلام، وهي أيضاً عملية اجتماعية تحمل ثقافة المجتمع وأهدافه.

 

والعلاقة بين الإنسان والمجتمع والتربية علاقة وثيقة، وبما أنّ المجتمعات الإنسانية تتباين في ثقافتها وفلسفاتها ونظرتها إلى الطبيعة الإنسانية وأهدافها، فقد تباينت أيضاً في مفهوم التربية وفلسفتها وأهدافها والدور الذي تؤديه في المجتمع. والتربية مع أوسع الميادين التي لا يحيط بها البحث، فهي ليست قاصرة على مرحلة معيّنة من حياة الفرد، بل عملية مستمرة ما استمرت حياته، وهي عملية تعني كلّ المؤثرات التربوية والثقافية التي يتعرض لها الفرد بصورة منظمة موجهة من خلال مؤسسات تربوية متخصصة أو غير متخصصة، بصورة نظامية أو غير نظامية، مقصودة أو غير مقصودة، وتؤثر في التنشئة الاجتماعية. وبذلك تصبح التربية في معناها العام تنمية الشخصية الإنسانية في اتجاه يتحقق به خير الإنسان، وخير مجتمعه وخير الإنسانية. وتقوم التربية بدور مهم في المجتمعات المعاصرة، فهي التي تحدد معالم شخصية الفرد في إطار ثقافة مجتمعه، وهي التي تكسبه من خلال التنشئة صفة الإنسانية بعد تشكيل سلوكه بواسطة بعض المؤسسات والوسائط التربوية كالمدرسة والأسرة والمسجد وجماعة الأقران، والأندية ووسائل الإعلام.

 

ولكلِّ مؤسسة من هذه المؤسسات دور تؤديه كوسط تربوي، بحيث تتكامل جهودها من أجل تحقيق التكامل في عملية التربية بما يُعوِّد النشء سلوكيات يرتضيها المجتمع،

وتزوده بالمعايير والاتجاهات والقيم التي تحقق له التفاعل بنجاح مع المواقف الحياتية المختلفة وتعميق فهمه بأدواره الاجتماعية، ومن أجل هذا كان التنسيق والتعاون بين هذه الوسائط التربوية هو الهدف الأسمى الذي ينشده المجتمع لتحقيق تكامل تربية النشء، ويصبح ذلك التعاون انطلاقة لتحقيق التنمية الشاملة للمجتمع العربي والإسلامي، وتحقيق التعايش الإيجابي مع المجتمع الدولي. فرسالة التربية هي التنمية البشرية التي تزود كلّ فرد بقوتين: -         القوة المادية بزيادة حصيلته من العلم ومن المهارة التكنولوجية. -         والقوة الروحية بزيادة إيمانه وإكسابه الصلابة التي لا تأتي إلا من تماسك الروح وخلوص الإيمان وصدق التوكل على الله والثقة في رحمته في إطار الإخلاص والجهد والعزيمة. "ومن رسالة التربية أن يتحقق هذا في جميع المواطنين لا في البعض فقط مهما كبر حجم هذا البعض، وبذلك يجد الفرد موضعاً له في المجتمع الحديث ويجد المجتمع من الفرد ما يكفي للقيام بوظائفه وتحقيق تماسكه والنهوض به قدماً في معارج التطور والرقي".