رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على الأدب النبوي فى العتاب

بوابة الوفد الإلكترونية

الادب هو الدين كله وعن أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال: "لمَّا قدم رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم-المدينة أخذ أبو طلحة بيدي، فانطلق بي إِلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فقال: يا رسول الله، إن أَنَسَاً غلاماً كَيِّساً، فليخدُمْكَ، قال: فخدمته في السفر، والحضر، والله ما قال لي لشيء صنعتُهُ: لِمَ صَنَعْتَ هذا هكذا؟ ولا لشيء لم أصنعْه: لِمَ لَمْ تصنعْ هذا هكذا؟ " فعلى الرغم من صغر سن أنس، إلا إن الرسول -صلى الله عليه وسلم-قد تألَّفه بترك المعاتبة؛ لما رَأى فيه من رشدٍ وكياسةٍ في معظم تصرفاته، والصغير لا يخلو من هفوات، ومع ذلك، لم يعاتبه الرسول عليها؛ لعلمه أنها لا تنفك عن أحد في مثل سنه.

 

قال الشاعر:

 

إذا كنت في كل الأمور معاتِباً *** خليلَك لم تلقَ الذي لا تعاتبه

 

فعشْ واحداً أو صلْ أخاك فإنِّه *** مقارفُ ذنبٍ مرةً ومجانبه 

 

إذا أنت لم تشربْ مراراً على القذى *** ظمئْتَ وأيُّ الناس تصفو مشاربه

 

ومن ذا الذي تُرضى سجاياه كلُّها *** كفى بالمرء نبلا أن تُعدَّ معاتبه

 

والنظر بواقعية للخطأ، وتعني النظر بواقعية تجاه أخطاء البشر، فلا أحدَ يخلو من أخطاء، وفي الحديث: " كُلُّ بَني آدمَ خطَّاء، وخيرُ الخَطَّائينَ التَّوابونَ "، ومن طلب صديقاً بلا عيبٍ أو خطئٍ؛ أفنى عمره قبل أن يتحقق له ما يريد، والواجب على المسلم عندما يرى أخاه على خطأٍ، وعيبٍ؛ أن يبصره بالتعامل الأمثل مع هذا الخلل، فليس بعار أن يكون الإنسان مخطئاً، ولكنَّ العار الحقيقي أن يستمر على خطئه ويواصل الاحتفاظ بعيوبه، وهكذا ينبغي أن نقبل الآخرين على أنهم بشر يخطئون، قال الشاعر:

اقبلْ أخاك ببعضه ***  قد يُقبل المعروف نـزْراً !

واقبلْ أخاك فإنَّه ***  إنْ ساءَ عصراً سرّ عصراً

 

و خذ بيد أخيك، كن بجواره عند الخطأ، ولا تتخلَّ عنه، وتتركْه غنيمةً باردة للشيطان، أزلِ الغشاوةَ عن عينَيِ المْخطئ؛ وحينما ترى خطأه؛ لا تتشنَّجْ، ولا تجحظْ بعينيك، ولا يتعكر صفو مزاجك،

تمهل، قد يكون المخطئ قد غطي على عينيه، فلم يدر ماذا يفعل؟ وخير الهدي هدي محمد-صلى الله عليه وسلم-بأبي هو وأمي وأمتي كلها ، فعن أبي أمامة الباهلي- رضي الله عنه-: أنَّ فتىً من قريش أتى النبيَّ- صلى الله عليه وسلم-فقال: " يا رسول الله: ائذن لي في الزنا، يريد الزنا حلالا!؛ وعندها ثار الصحابة الكرام واستُفِزوا بشدة، وتألموا، وغضبوا، منْهم من قطَّبَ جبينه، ومنهم من قال: دعني أضرب عنقه، والنبي- عليه الصلاة والسلام- لم يزدْ عن أنْ تبسَّم، وقرَّب الفتى إليه، وقال له: " أتحبه لأمك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله، يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله، يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال: أتحبه لعمتك؟ قال: لا والله، يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال: أتحبه لخالتك؟ قال: لا والله، يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم، قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه، قال: فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء ".