رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحياة في ظلال اسم الله الملك تثمر ثمرات طيبات

كتاب الله
كتاب الله

 اليقين بالله من صفات المتقين، ويقين العبد أنه لا ملك -بحق- إلا الله: فهذا أول ما ينبغي أن يستشعره المؤمن إذا سمع اسم الله "الملك"، فبيده وحده مقاليد كل شيء، فلا يلجأ المؤمن عند الضيق إلا إليه، ولا يثق إلا بما في يديه؛ لأنه يعلم أن ملكوت كل شيء بيديه -سبحانه وتعالى- فهو القائل: (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ)، [المؤمنون:88-89]، ثم هو لا يرجو ولا يرهب إلا منه -سبحانه-؛ لأنه يوقن بقوله -تعالى-: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ)، [يونس:107]، فمن أراد أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يدي الله أوثق منه مما في يديه.

 

والإيمان بأنه -سبحانه- فعال لما يريد: فعلم العبد أن الله هو الملك الحق وحده دون سواه، يزرع في قلبه اليقين ويلجئوه إلى الإقرار أن الله لا متصرف في الكون إلا الله، ولا أحد يعيق مشيئة الله، فهو -تعالى- يفعل ما يريد، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه.

 

 وحصول التواضع للمؤمن: فإن من عرف أن اللَّه هو الملك الحق، فلا بد له من أن يتواضع، ولا يرفع نفسه فوق منزلة العبيد، حتى لو كان من الملوك، فإنه لا يعدو كونه عبدًا فقيرًا يعيش تحت قهر الله وسلطانه، فعبد الله بن عمر قال: قال رسول

الله -صلى الله عليه وسلم-: "يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون. ثم يطوي الأرضين بشماله، ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟" (مسلم).

 ولهذا لما جاء الـمَلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسأله: يا محمد، أرسلني إليك ربك،: أفملكًا نبيًا يجعلك، أو عبدًا رسولًا؟ قال جبريل: تواضع لربك يا محمد، فقال: "بل عبدًا رسولًا" (أحمد).

 

 والتورع عن مخالفة الله في ملكه: فإذا أدرك العبد أن الملك ملك الله، وأنه -تعالى- هو الملك الحق، وأن لكل ملك حِمَى، تورَّع من التورط في محاداة الملك ومعاندته بالولوج إلى حِمَاه، فعن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ألا وإن لكل ملك حمى، ألا إن حمى الله في أرضه محارمه" (متفق عليه)، لذا فقد كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يتركون ثلاثة أرباع الحلال خشية الوقوع في الحرام.