ما معنى قوله تعالى "ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون"
مما يجب أن يعتقده كل مسلم أن الحساب بعد الموت حق ، وذلك لترتب الجزاء عليه ، قال تعالى {فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين } الأعراف : 6 ، وقال {فوربك لنسألنهم أجمعين . عما كانوا يعملون } الحجر: 92 ، 93 ، وهذا الحساب على مرحلتين الأولى فى القبر بعد الموت ؟ والثانية بعد البعث والعرض على الله ، وسؤال القبر بمعرفة الملكين كما هو ثابت بالقرآن والسنة ويكون عن الاعتقادات ، أما السؤال الثانى فيكون على كل شيء من واقع الكتاب المسطر فيه أعمال الإنسان ، {وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا . اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا}
الإسراء : 13 ، 14 .
قال العلماء : يستثنى من سؤال القبر الشهداء والصديقون والمرابطون فى سبيل الله والأطفال ، والحساب بعد البعث عام ، يسأل فيه الرسل عن التبليغ كما يسأل الناس عن موقفهم من الرسالة ، قال تعالى {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لى أن أقول ما ليس لى بحق } المائدة : 116 .
وقد ورد ما يفيد ظاهره عدم سؤال النبى صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى {ولا تسأل عن أصحاب الجحيم } البقرة : 119 ، لكن المراد أنك غير مسئول عن كفرهم فما عليك إلا البلاغ ، {إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله
لأن مصيرهم النار خالدين فيها أبدا . أو المعنى لا يكلفون يوم القيامة أن يرضوا ربهم بالإيمان لأن الآخرة ليست دار تكليف ، كما يفيده قوله تعالى{ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون } النحل : 84 ، وقوله {ولا يؤذن لهم فيعتذرون } المرسلات : 36 .
فالسؤال يوم القيامة لتقدير الجزاء ، وهو يسير على الطائعين من المؤمنين ، عسير على الكافرين والعاصين ، ويكفى أن يسأل الكافر عن كفره دون حاجة إلى التفاصيل ، فالمصير معروف قال تعالى{وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} الفرقان : 23.