رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فعل المخالف للشرع| أقوال العلماء في تعريف البدعة

بوابة الوفد الإلكترونية

البدعة هي (ما أُحدث في دين الله، وليس له أصل عام ولا خاص يدل عليه) والبدعة هي: الفِعلة المخالفة للسنة، وهي الأمر المحدث الذي لم يكن عليه الصحابة والتابعون، ولم يكن مما اقتضاه الدليل الشرعي.

وقد عرفها الإمام الشاطبي -رحمه الله- بقوله : " فالبدعة إذن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه" .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أيضا: " البدعة في الدين هي ما لم يشرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو ما لم يأمر به أمر إيجاب ولا استحباب" .

وقال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- " البدعة: هي التعبد لله بما لم يشرع" .

ومما تقدم من أقوال العلماء في تعريف البدعة فإنه يدل على الفعل المخالف للشرع الكريم.

بهذا بدأ الدكتور ابراهيم البيومى امام وخطيب مسجد السيدة زينب حديثه حول كل بدعة ضلالة

وأضاف : وقد قسَّم العلماء البدعة أيضا إلى بدعة دينية وبدعة دنيوية.

فالبدعة في الدين هي: إحداث عبادة لم يشرعها الله سبحانه وتعالى، وهي التي تراد في الحديث الذي ذكر وما في معناه من الأحاديث.

وأما الدنيوية: فما غلب فيها جانب المصلحة على جانب المفسدة فهي جائزة وإلا فهي ممنوعة، ومن أمثلة ذلك:

 

روى مسلم في الصحيح. (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلاَ صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ « صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ ».

وَيَقُولُ « بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ ». وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَيَقُولُ

« أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ ».

وفي سنن الترمذي وغيره (عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا بَعْدَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ رَجُلٌ إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ

« أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلاَلَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

وفي رواية سنن أبي داود « أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ

وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ ». زاد النسائي بإسنادٍ حسن: (وكل ضلالةٍ في النار).

وعند مسلم « مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ».

ما أحدث من أنواع السلاح والمراكب ونحو ذلك .والطائرات ومكبرات الصوت ونحو ذلك من الأمور العادية الدنيوية المبتدعة، وليس فيها محذور شرعي، فاستعمالها لا محذور فيه إذا لم يكن في ذلك ظلم لأحد ولا نصر لبدعة أو منكر، وليست داخلة في الأحاديث المحذرة من البدع.

وكذلك طبع القرآن وكتابته من وسائل حفظه وتعلمه وتعليمه،

فالوسائل لها حكم الغايات فيكون ذلك مشروعاً وليس من البدع المنهي عنها؛ لأن الله سبحانه ضمن حفظ القرآن الكريم وهذا من وسائل حفظه.

ولقد ذم الله سبحانه البدعة، وذم أهلها قائلا:

( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ). وفي صحيح البخاري (عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها – قَالَتْ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ »

فالبدعة مذمومة، مذموم صاحبها، ولو نظرنا إلى الأدلة التي وردت في السنة المطهرة لرأينا حقيقة ذلك بوضوح،

ولذلك يمكن أن يضاف من الأدلة على ما تقدم في كون البدعة مذمومة في الشرع، ما يأتي:

ما ورد عن ابن العباس – رضي الله عنهما – أنه قال :

((ما أتى على الناس عام ، إلا أحدثوا فيه بدعة ، وأماتوا فيه سنَّة، حتى تحيا البدع وتموت السنن )) .

وورد عن ابن مسعود – رضي الله عنه – أنه قال :

(( اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم )).

فما تقدم من الأحاديث والآثار ، تدلُّ على أنَّ البدعة لم ترد في الشرع إلا مذمومة،

فلذلك على المسلمين اجتنابها، وتحذير الناس من دعاتها.

وأضاف الدكتور ابراهيم البيومى امام وخطيب مسجد السيدة زينب قائلا:

فالبدع قسمان :الأول: بدع مكفرة. والثاني: بدع غير مكفرة.

قال الشيخ بن عثيمين - رحمه الله-

" إذا كانت البدعة مكفرة وجب هجر صاحبها،

وإن كانت غير مكفرة فلا يهجر، إلا إذا كان في هجره مصلحة لأن الأصل بالمؤمن تحريم هجره، لقول النبي-عليه الصلاة والسلام-:

(لا يحل لرجل مؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث ).

ومن الأمثلة على البدع المكفرة: عبادة غير الله. وكالقول بوحدة الوجود

ومنها المفسقة كالخروج على أئمة المسلمين وشق جماعتهم.

ومن الأمثلة على البدع غير المكفرة: الاحتفال بالموالد ، وكالتعبد بالأذكار والصلوات المحدثة،

فهؤلاء أهلها تحت مشيئة الله تعالى يوم القيامة، إن شاء غفر لهم وتجاوز عنهم برحمته الواسعة وأدخلهم الجنة ابتداء،

وإن شاء عذبهم في النار

وعلى هذا فإن البدع شر ليس فيها من خير، وذلك أن الدين كمل،

كما قال تعالى:

(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) المائدة 2.

فالله تعالى أكمل لنا الدين ، فلا حاجة لنا بشرع جديد ، لا بالاحتفال بمولد ولا

بذكرى لغزوة بدر أو الهجرة النبوية ولا غيرها، ولو كانت خيرا لما ترك الاحتفال بذلك من هم أحرص منا على الخير، وأعلم منا به وهم أصحاب رسول الله الذين شاهدوا التنزيل، وكانوا في جوه، وكانوا أسرع الناس بالخيرات -رضي الله عنهم-.

والواجب على علماء الإسلام أن يوضحوا البدع للناس ، وأن ينكروها ، وأن يرشدوا الناس إلى تركها

ومن أمثلة ذلك ما نراه من البناء على القبور ، واتخاذ المساجد عليها من البدع، فإن هذا حدث بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولأن أصحابه لم يتقربوا به إلى الله، وهي من البدع التي قد توقع في الشرك،

وقد حذر منها النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين (عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِى مَاتَ فِيهِ

« لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسْجِدًا » .

قَالَتْ وَلَوْلاَ ذَلِكَ لأَبْرَزُوا قَبْرَهُ غَيْرَ أَنِّى أَخْشَى أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا . ).

ونهى عن تجصيص القبور ، والقعود عليها، والبناء عليها ، فالذي يبني عليها المساجد والقباب قد ابتدع في الدين ، وخالف نص الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأتى بأمرٍ وسيلة إلى الشرك.

وهكذا وضع الستور عليها ، والعطور ، كل ذلك من البدع، والاحتفال بموت فلان ، أو بولادة فلان، هذه من البدع أيضاً

والمسلم ليس له أن يتقرب إلا بشيءٍ شرعه الله، كما تقدم في الأحاديث. أما حديث : (من سن في الإسلام سنةً حسنة فله أجرها) الحديث ..

فهذا معناه إحياء السنن ، وإظهارها ، والدعوة إليها، هذا معنى :

(سن في الإسلام). أظهر السنة ، ودعا إليها ، وعظمها ، حتى عرفها الناس ، وحتى عملوا بها، فيكون له مثل أجورهم

ومن البدع والمنكرات مشابهة الكفار وموافقتهم في أعيادهم ومواسمهم الملعونة، كما يفعل كثير من جهلة المسلمين في مشاركة النصارى وموافقتهم فيما يفعلونه في خميس البيض الذي هو أكبر أعياد النصارى،

وقد قال سفيان الثوري:

(البدعة أحب إلى إبليس من المعصية؛ لأن المعصية يتاب منها والبدع لا يتاب منها)

جاء في الأثر أن إبليس قال: (أهلكت بني آدم بالذنوب، وأهلكوني بالاستغفار وبـ (لا إله إلا الله)

فلما رأيت ذلك بثثت فيهم الأهواء، فهم يذنبون ولا يتوبون؛ لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا)

أيها المسلمون

 

ومن أقوال علماء السلف في أصحاب البدع:

قال الفضيل بن عياض –رحمه الله- :

( من جالس صاحب بدعه لم يعط الحكمة).

وقال أيضا : ( لا تجلس مع صاحب بدعه فإني أخاف أن تتنزل عليك اللعنة) .

وقال سفيان الثوري –رحمه الله-: ( من أصغى بأذنه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة الله، ووكل إليها - أي إلى البدعة-).

فهؤلاء بعض علماء السلف ينهون عن البدعة وعن مجالسة أصحابها، لما في ذلك من خطر البدعة وصاحبها على الدين،

كما يدل الكلام السابق من هؤلاء العلماء على عظم إنكار البدع عند علماء السلف، لأنهم علموا ما في البدع من طمس للدين، وذهاب للشرع، والآتيان بدين وشرع لا يعرفه أهل الإسلام.

إن البدع المحدثة في الدين ضلال مبين وعمل مشين، سواء كانت عقيدة في القلوب تطمس أنوار الفطرة، أو كانت أعمالا مردودة على أصحابها بعد التعب والنصب.

ثم إنها ولو صدرت عن حسن نية وسلامة طوية فهي ذنب ومعصية، يؤاخذ بها المكلف ويحاسب عليها شأن كل قضية، ذلك لأنها مخالفة للكتاب والسنة وهي أصل كل بلية،

قال تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. النور{