رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على معلومات عن سورة الرعد

بوابة الوفد الإلكترونية

سورة الرّعد واحدةٌ من السّور المدنيّة، وهي من السّور التي تقرّ بوحدانيّة الله -تعالى- وبالرّسالة والبعث والجزاء، سمّيت بسورة الرّعد لأنّ هذه الظّاهرة الكونيّة العجيبة صورةٌ من الصّور التي تتجلّى فيها مقدرة الله -جلّ وعلا- ويترسّخ فيها سلطانه، على اعتبار أنّ الرّعد قد جمع بين نقيضين اثنين، فهو من جهةٍ ظاهرةٌ مخيفةٌ.

 

ومن جهةٍ أخرى يحمل الخير من خلال الماء النّازل من السّحاب، وهذا السّحاب يحمل ماءً وصواعق، وفيه إحياءٌ وفي الوقت نفسه فإنّ حمله للصّواعق يعني حمله الهلاك والإفناء، وقد قال قائلٌ: جمعُ النقيضين من أسرار قدرته، هذا السّحاب به ماءٌ به نار.

 

بين يدي هذه السّورة الكريمة وبين طيّات آياتها الشّريفة توجد أسرارٌ بيانيّةٌ تستحقّ الوقوف والبحث فيها، والتفكّر في الإعجاز البيانيّ لكتاب الله -جلّ وعلا- والذي جاء بلسان العرب متحدّيًا لهم ومظهرًا عجزهم أمامه، وفيما يأتي سيتمّ تناول جانبٍ من تأمّلاتٍ في سورة الرّعد وتخيّر بعض دقائق الأمور فيها: ففي قوله -تعالى- بعد بسم الله الرّحمن الرّحيم: {كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى}،وقوله -تعالى- في سورة لقمان: {إِلَى أَجَلٍ}.

 

حيث يُلاحظ هنا أنّه لا ثاني له، لأنه

يُقال في الزَّمان: جَرَى ليوم كذا، وإِلى يوم كذا، والأَكثر استخدامه مع اللام كما في هذه السّورة، وسورة الملائكة لأنّه في هذا الموضع بمنزلة التاريخ.

 

أَمّا في آية سورة لقمان فقد وافق ما قبلها، وهو قوله -تعالى-: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ}، والقياس يكون كما يأتي: لله كما في قوله: {أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للهِ}.

 

 

 

لكنَّه حُمّل على المعنى، أَي القصد من طاعته إلى الله، كذلك القول: يجري إِلى أَجلٍ مسمًّى، أَي يجري إِلى وقته الذي سمّي له، وفي قوله -تعالى-: {لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا}.

 

إنّ الله -تعالى- قد قدّم النّفع هنا وذلك لأنّ النّفس تميل له وترتاح إليه ولا تسأمه، فقدّمه لقوله: {لِأَنْفُسِهِمْ}،وذلك لأنّه عند قوله -تعالى-: {قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ}.