تأملات فى سورة غافر
التدبر فى كتاب الله من صفات المؤمنين وفي الحديث عمّا ورد من تأملات في سورة فاطر سيتم بيان التأملات واللمسات البيانية في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}،و"العلماءُ" هنا فاعلٌ مؤخر مرفوع، و"اللهَ" مفعول به في محال نصب، و"إنما" تفيد القصر يعني أن الذين يخشون الله حق الخشية هم العلماء لأنهم يعرفون قدرته -سبحانه وتعالى- وخشية العالم ليست كخشية الجاهل، وفائدة تقديم المفعول هنا هي حصر الفاعلية، أي أن الله تعالى لا يخشاه إلا العلماءُ، ولو قُدّم الفاعل لاختلف المعنى ولصار: "لا يخشى العلماءُ إلا اللهَ"، وهذا غير صحيح فقد وُجد من العلماء من يخشون غير الله، إنّما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلّما كانت المعرفة للعظيم القدير أتم والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر، والله تعالى أعلم.
مضامين سورة فاطر بعد ذكر بعض ما جاء من تأملات في سورة فاطر سيتم التطرّق إلى بيان مضامين هذه السورة الكريمة، فقد تضمّنت سورة فاطر الحديث عن الأمور العقائدية الكبرى كإثبات وجود الله تعالى بإقامة البراهين والأدلة على ذلك والدعوة إلى توحيد الله إلى جانب هدم جميع مظاهر الشِّرك، كما تضمنت السورة المواضيع الآتية:[٥] افتتاح السورة بالدلالة على أنّ الله تعالى هو المستحقّ للحمد والثناء بما هو أهلٌ له. إثبات الألوهيّة لله وحده لا شريك