أن نتحلى بالعفة!
إن العفة هى: ضبط النفس بالتنزه عن ارتكاب الشهوات المحرمات، أو الوقوع فى المعاصى المجرمة، أو إراقة ماء الوجه؛ بسؤال الناس واستجدائهم.
والعفة والعفاف بمعنًى واحد.
وقد أمر الله تعالى بالعفاف؛ فقال سبحان: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً}، وقد كان النبى (صلى الله عليه وسلم) يسأل ربه العفاف فى الجلسة بين كل سجدتين: {اللهم إنى أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى}.
وليست العفة خاصةً بحفظ الفرج عن الزنا، بل العفة كذلك بحفظ الإنسان كرامته عن سؤال الناس؛ أعطوه، أو منعوه: ورد أن أبا هريرة قال: ما أحد من الناس يهدى لى هدية إلا قبلتها، فأما أن أسأل فلم أكن لأسأل.
ثم لدينا العفة كذلك بحفظ اللسان عن الولوغ فى أعراض الناس: قال سفيان بن حسين الواسطى: ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر
وكذلك العفة عن أكل الأموال العامة أو الخاصة بالباطل، دون وجه حق: وكانت ابنة عمر بن عبدالعزيز تقول له: يا أبت إن البنات يعيرننى، فيقلن: لم لا يحليك أبوك بالذهب؟ فيقول لها: يا بنية قولى لهن: إن أبى يخشى علىّ حر اللهب! فليت شعرى أين المتنفذون فى زماننا من هذا العفاف المثالى؟