رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قراءة كتب تفسير القرآن الكريم من الأعمال الصالحة في رمضان

كتب تفسير القرآن
كتب تفسير القرآن الكريم

ينبغي أن يستغل المسلم هذا الشهر المبارك للعمل الصالح وليكون فيه أفضل مما كان قبله، وليكون بعده أفضل مما كان فيه، وقد كان حال بعض السلف في العبادة عظيما في رمضان وفي غير رمضان. ومن الأعمال الصالحة في رمضان قراءة كتب تفسير القرآن الكريم.

فكلام الله تعالى بحره عميق، وفهمه دقيق، بذل العلماء جهدهم في إخراج مصنّفات يتجلى فيها الفهم الدقيق لكلام الله تعالى، فقد حصّلوا الكثير من العلوم في سبيل ذلك، فيحرص المسلم في شهر رمضان على تخصيص ورد يوميّ له للقراءة في كتاب من كتب التفسير فيكون أقرب من كلام الله تعالى، وأعظم أثرًا في تدبّره أثناء تلاوته للقرآن الكريم، فيظهر أثر ذلك جليًّا في تقوى المسلم، وسلوكه، فيخرج من رمضان وهو مؤدّ لحق بسيط من حقوق كتاب الله تعالى.[٤٦]

ويُعدّ علم التفسير من أنفعِ العلومِ على الإطلاقِ؛ فهو يتعلّقُ بكتابِ الله تعالى، فعلمُ التفسير تُعرف من خلالهِ معاني القرآن الكريم، التي تُساعدُ المسلمَ على الاهتداء للعملِ الصالحِ، ونيلِ رضى الله سبحانهُ وتعالى، والفوز بجناتهِ، وذلك بالعمل بأوامرهِ التي وردت في كتابهِ الكريم، واجتناب نواهيه، وأخذ العبرة من قصصهِ، وتصديق أخباره، وبعلم التفسير يتبيّن الإنسان الحق من الباطل، ويزول أيُّ لبسٍ في الوصولِ إلى معاني الآيات ودلالاتها الحقيقيةِ، ومن خلالهِ يصل الفقيه إلى استنباطِ الأحكامِ الشرعية؛ إذ يُعتبر القرآن الكريم الدليل التفصيليّ الأول للمعرفةِ والاستدلالِ على الأحكامِ الشرعية العملية. ذُكرت آياتٌ كثيرةٌ في مواضع عديدة في القرآن الكريم، تحثُّ المسلم على فهمِ القرآن الكريم فهماً صحيحاً، ومعرفة المطلوب منه والعملِ بمقتضاهُ، ولأجل هذه الأسباب يجب على المُفسّر أن يكون محيطاً ببعض العلوم، وأن تتوافر فيه شروط لا تتوافر في غيره من الناس، حتى يراعي وجه الله في تفسيره، وابتعادهِ عن تفسير القرآن الكريم حسب أهوائهِ ومعتقداتهِ، ومن العلوم التي يجب على المُفسّر أن يعرفها:

فلا شك أن في قراءة تفسير القرآن الكريم خيرا كثيرا وأجرا عظيما؛ لأنها توصل إلى فهم معانيه، والعمل بما جاء فيه، والله تعالى أنزل كتابه على نبيه صلى الله عليه وسلم ليتلوه المسلمون ويتدبروا معانيه، ويعملوا بمحكمه، ويؤمنوا بمتشابهه، قال تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ {ص:29}.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبينه لأصحابه ويفسر لهم ما احتاجوا إليه من تفسيره، كما أمره الله تعالى بقوله: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ {النحل:44}.

فقراءة القرآن قد ورد أن في كل حرف منه عشر حسنات كما جاء في الحديث الشريف: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. رواه الترمذي، والطبراني، وغيرهما وصححه الألباني. وفي صحيح مسلم من حديث أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابهوأما قراءة التفسير فقد ورد فضلها في الجملة ولم نقف على دليل يلحقها في الأجر بقراءة القرآن.

أن القرآن الكريم كلام الله -عزّ وجلّ-، وخطاب الله لعباده بما اشتمل عليه من أوامر ونواهٍ، ودستور المسلمين الخالد، الذي لا بدّ من فهمه؛ للتمكّن من العمل بما نصّ عليه. الهدف من فَهْم الخطاب يكمُن بالعمل به، فالعمل هو الثمرة العظيمة، فقراءة القرآن يترتّب عليها عظيم الثواب والأجر والفَضْل الكبير، إلّا أنّ الثمرة الأعظم تكمُن بالعمل. من أوجه حاجّة الأمّة لفَهْم القرآن، والاهتداء به للتعامل مع الآخرين على اختلافهم، وتحذريهم ممّا حذّر الله منه، ووعيدهم لمن خالف أمر الله بالعقوبة والعذاب الشديد، لدفع الشرور، والدعوة للحقّ ونُصرته، وللتعامل بما يُرضي الله -سبحانه-، إذ إنّ القرآن يُرشد النّاس للصواب،للدعوة للحقّ،، لتلبية حاجة الناس إلى تفسير القرآن، وبيان ما فيه من معانٍ، ودعوتهم من خلال القرآن، وتذكيرهم به، وإنذار الناس من الوعيد، وتبشيرهم بما فيه خيراً لهم لمَن يؤمن بالله ويتّبع الهدى، وتفريقهم بين الحقّ والباطل، وإخراج النّاس من الظلمات إلى النور، قال -تعالى-: (الر كِتابٌ أَنزَلناهُ إِلَيكَ لِتُخرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ بِإِذنِ رَبِّهِم إِلى صِراطِ العَزيزِ الحَميدِ)،[٢] ويُقصد بحاجة الناس لفَهْم القرآن معرفة معانيه، إذ يعدّ ذلك الأمر ضرورةً، إذ إنّ مِن الضرورة الدعوة لله -سبحانه- على بصيرةٍ بما تُعلّم من معاني القرآن.[٣] أهميّة القرآن في حياة المسلمين تكمُن أهميّة القرآن الكريم بالنسبة لحياة المسلمين في ما يأتي:[٤][٥] هدايةٍ للناس من العادات الغير سويّة إلى العقيدة السليمة، والأخلاق الكريمة، والعبادات، والعدل في التشريعات. اشتمال القرآن كذلك على الضوابط السليمة في بناء المجتمع، ولذلك يجدر الحرص على الالتزام والتمعّن بما في القرآن من أحكامٍ وأوامرٍ، بالإضافة إلى اتّباع سنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، والصحابة -رضي الله عنهم-، بالعمل بما ورد فيه من أوامر وفرائض. القرآن الكريم الذِّكر الحكيم، ونور الله الحقّ، والصراط المستقيم، ولذلك فإنّ اتّباع القرآن وملازمته من أكثر الأمور الضروريّة في حياة المسلم؛ بأمره بكلّ ما هو خيرٌ، وترك ما هو شرٌّ، اشتمال القرآن على جميع مصالح البشريّة، وحثّ القرآن

على التدبّر فيما خلق الله في الكون بما يدلّ على قدرة الخالق -عزّ وجلّ-، فقد كرّم القرآن الإنسان عن غيره من الكائنات
 

 

. والمقصود أن علم التفسير من أوسع العلوم؛ فمن أقبل عليه وأحسن العناية به؛ فإنه يكتسب المعرفة الواسعة الحسنة بعلوم كثيرة. - ومن فضائل علم التفسير أنه يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة وقد قال الله تعالى: {وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [آل عمران من الآية:101]، وقال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} [النساء:175]. وقد بين الله تعالى في كتابه كيف يكون الاعتصام به، والمفسر من أحسن الناس علماً بما يكون به الاعتصام بالله. ومما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في أعظم خطبة في الإسلام في أشرف جمع على كان وجه الأرض وذلك في خطبته في حجة الوداع قال: «وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله. وأنتم تسألون عنى فما أنتم قائلون». قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: «اللهم اشهد اللهم اشهد. ثلاث مراتٍ» (رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه). ونحن نشهد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ وأدى ونصح، وقد ترك لنا كتاب الله عصمة من الضلالة. فمن اعتصم به فلن يضل بإذن الله. والمقصود أن الاعتصام بكتاب الله لا يكون إلا بفهم ما أنزل الله فيه، واتباع ما فيه من الهدى، وسبيل ذلك معرفة تفسيره؛ وكلما كان المؤمن أكثر نصيباً من فهم مراد الله تعالى واتباعاً لما بينه الله من الهدى كان أعظم حظاً من الهداية والعصمة من الضلالة.

- ومن فضائل التفسير أن المفسر وارث للنبي صلى الله عليه وسلم في أعظم إرثه، وهو القرآن الكريم، ومن أحسن تحمل أمانة التفسير وأحسن أداءها كان من أخص ورثة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية. وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [إبراهيم:4]. فالمفسر مبلغ ومبين، والبلاغ المبين هو أخص وظائف الرسل؛ فالمفسر وارث لدعوة الرسول يدعو بما دعا به الرسول صلى الله عليه وسلم ويذكر بما ذكر به، ويبشر بما بشر به، وقد قال الله تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} [ق من الآية:45]، وقال: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأنعام:51]، وقال تعالى: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا} [مريم:97]. فجعل الله وظائف الرسول في البلاغ المبين الذي يتضمن البشارة والنذارة؛ كما قال الله تعالى في موضعين من كتابه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الفرقان:56] . فهو يبشر بالقرآن، وينذر بالقرآن، ويبلغ القرآن بلاغاً مبيناً، فهذا هو عماد دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وما أرسل به. والمفسر الصالح وارث لهذه الدعوة قائم بها، بل هو من أخص ورثتها إذا أحسن تحمل التفسير وأداءه؛ فهو يبلغ القرآن ويبين معانيه للناس ليهتدوا به، ويبشر به المؤمنين، وينذر به الذين ظلموا أنفسهم. وهذه هي حقيقة مقاصد إرسال الرسل.