عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من هى؟!

بوابة الوفد الإلكترونية

من هى؟! تخرج  من مطبخها بطعام شهى يسعد الجميع فربما تحظى بالشكر أو بعض الابتسامات..

من هى؟  فى تلك الأجواء المشحونة بالخوف والرعب من الكورونا وقت الصيام، والجميع شارد منهم النائم  والسارح والمشغول بنفسه.. وهى كما هى فى المطبخ تعد الطعام..ساعة وربما ساعتين وحدها وبسرعة فائقة  وقد رسمت على وجهها ملامح النشاط والحيوية رغم أنها تكاد تقع على الأرض من كثرة التعب.. 

من هى؟ بعد يوم شاق من العمل والتسوق تعود إلى البيت بسرعة فائقة لإعداد الطعام قبل مدفع الإفطار مع تعبها الذى لا تظهره ولو لحظات، لينتهى اليوم على خير وسعادة للجميع، وبعد ساعات العمل الشاق قبل الإفطار تدخل إلى المطبخ مرة أخرى لتواصل المجهود فى غسل الأواني  وإعداد السحور قبل الفجر بنصف ساعة وإيقاظ الغافل. يقولون إن مطبخها جنتها ولكن الحقيقة أن ابتسامة أسرتها ورضاهم عنها جنتها وكل ما تبغى صدق انها  لا تنتظر فى المقابل ايه هدية أو مال أو حتى مكافأة رمزية رغم أنها تستحق أكبر كأس بطولة ومجموعة من الميداليات..

صدق انها لا تنتظر سوى كلمة طيبة تزيل عنها كل هذا التعب والعناء طوال هذا الشهر الفضيل الذى قارب على الانتهاء.. ويقترب العيد وهى كما هى تعلن حالة  الطوارئ لتنظيف البيت ارض وحوائط وشبابيك وجلد السجاد بالمنفضة، كل ذلك من الصباح الباكر وهى تعلم أن الكورونا ربما تتسبب فى انقطاع الضيوف  والزيارات..أرجوك أن تتقبل الأمر ولا تحاول

إقناعها بالعدول فهى عادة ورثتها من والدتها وتورثها لبناتها.. لا تنس أن تشكرها حتى وإن أزعجك نشاطها وأيقظتك مبكرا مع سهرك.. تذكر دائما أن الكلمة الطيبة صدقة وأن تلك الصدقة بالنسبة لها حياة.. 

صدق أن انتقادك وجبة الافطار قد يجرحها وهى التى قضت ساعات  فى المطبخ تعمل وهى صائمة.. وصدق أيضا أن عدم تذوقك للفطائر وبسكويت العيد ربما لا تكون هى السبب فيه..

ربما يكون السبب ضعف حاستى الشم والتذوق عندك.. فهى التى ورثت مهارة خبز العجائن من امها  دون منافس وأكدت المهارة من خلال فيديوهات الطبخ على السوشيال ميديا..  فلا تعتب عليها واشكرها بحب على المجهود.. تعلم كلمات الشكر والغزل فهى تستحق.

«سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِى بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِى مِهْنَةِ أَهْلِهِ–تَعْنِى خِدْمَةَ أَهْلِهِ–فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ».

وكان صلى الله عليه وسلم لا يعيب طعامًا قط، إن اشتهاه أكله وإلا تركه.