الأفندى
بينما أسترجع فى ذهنى صورة الطربوش ترحمت على زمن الأفندية وارتسم فى ذهنى محمد أفندى فى فيلم «الأرض» راكبًا الحمار، وشقيقه دياب يسير خلفه فى عز الحر، وعندما وصلوا لمحطة القطار نظر دياب إلى رجل «يقلي» الطعمية فى طاسة صدئة فسال لعابه أمام هذا الإغراء قائلاً: (ياما انتو متهنيين يا بتوع البندر، نفسى آكل طعمية من بتوع البندر يا محمد أفندى). توقفت أمام هذا المشهد وتمنيت مثل دياب الفلاح أن أصل إلى أهل البندر، وقد وصلت بالفعل، فذهبت إلى شارع المعز وارتديت الطربوش لأتحول من حسام شاكر إلى حسام أفندى وبما أننى أفندى فقد نظر إلى الجميع باستعجاب رغم غياب – متطلبات الأفندية – الحمار والشمسية والنظارة ونصف الشارب! وظللت أبحث عن أصل كلمة أفندى فى الشوارع والأفنية إلى أن علمت بأنها كلمةٌ تركيَّة كانت تُستعمل لقبًا لأصحاب الوظائف المدنيّة والدينية ورجال الشريعة والعلماء، وشاعت فى مصر منذ حكم العثمانيين فقد كانت العادة المتبعة فى مخاطبة السلطان بعبارة (أفندم) أو(أفندينا) أو(افنديمز)، ومعناها: سيدنا أو مولانا المعظم، فهى من معانى التعظيم والاحترام، وظلت جارية على ألسنة المصريين لفترات طويلة، فكانوا يقولون أفندينا الخديوى وكانت تكتب فى المخاطبات الرسمية، وظل الناس يطلقونها على العظماء والعلماء فإذا نادى