عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شرح حديث كان النبي صلى الله عليه وسلم "يقبل ويباشر وهو صائم"

مركز الأزهر العالمي
مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ" (رواه البخاري ومسلم).

 

قال الدكتور أحمد رزق درويش، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، إن من أهداف الصوم تهذيب شهوتي البطن والفرج، والتدريب على السيطرة عليهما، والتحكم فيهما، حتى لا يجرفا المسلم بعنفوانهما إلى المحرمات فأحل الله الأكل والشرب والجماع للصائم ليلاً، وحرمها نهاراً، قال جل شأنه {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187].

 

اقرأ أيضًا.. إن في الجنة بابًا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة"

 

وأضاف "درويش" في تصريحه للوفد، أنه لما كان الجماع ممنوعاً في نهار الصائم كان السؤال يخطر كثيراً، ماذا عن المقدمات؟  لقد اختلف العلماء في حُكم القُبلة والمباشرة التي تقع من الصائم لزوجته، والمقصود من المباشرة هنا التقاء البشرتين بأي وفي أي موضع من الجسد من غير الجماع، فالحكم على القبلة حكم المباشرة، فقال الشافعي وأصحابه: القُبلة في الصوم ليست محرمة على من لم تحرك شهوته، لكن الأولى له تركها، ولا يقال إنها مكروهة له، وإنما قالوا: إنها خلاف الأولى في حقه، مع ثبوت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفعلها؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يؤمن في حقه مجاوزة حد القبلة، ويخاف على غيره مجاوزتها، كما قالت عائشة "وأيكم يملك إربه" "وكان أملككم لإربه" أما من حركت شهوته فهي حرام في حقه على الأصح عند الشافعية وفي غير الأصح عندهم مكروهة كراهة تنزيه، ذكره النووي.

 

وتابع: "وحاصل هذا القول أن القُبلة والمباشرة بين الزوجين في الصيام خلاف الأولى لمن علم من تجاربه وسوابقه أنها لا تحرك شهوته، ولا يقال: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل خلاف الأولى على هذا؟ لأن الأمن في حقه أقوى من الأمن في حق غيره، أما من علم من تجاربه وسوابقه أنها تحرك شهوته فهي حرام في حقه، لأنها -والحالة هذه - تؤدي إلى الإنزال المفسد للصوم، وإفساد الصوم حرام، فما أدى إليه حرام، وعند بعض الشافعية أنها مكروهة في هذه الحالة؛ لأن تأديتها للإنزال محتملة ظَنِّية، فلا تأخذ حكم الإنزال، وهذا القول أضبط الأقوال في المسألة، ويجتمع عنده ظواهر الأحاديث الواردة".

 

وذكر عضو الأزهر للفتوى، أن ما يستفاد من الحديث:

1- إن القُبلة من حق الزوجة على زوجها، وعليه أن يعِفَّها ويملأ عاطفتها بالمُداعبة ومقدمات النكاح.

2 – في هذا الحديث بيان ما كان يتصف به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إرهاف العاطفة نحو أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، وأن رسالته وجديته شيء ومداعبته لأزواجه شيء آخر، فهو في بيته بشر يشتهي ما يشتهيه البشر، بل في درجات البشرية العليا.

3 - جواز الإخبار عن مثل هذا مما يجري بين الزوجين على الجملة للضرورة، قال النووي: وأما في غير حال الضرورة فمنهي عنه.