«الحفيظ»

«الحفيظ» هو اسم من أسماء الله ورد به الخبر، وهو فعيل مبالغة من الفاعل وهو الحافظ لعباده فى جميع الأحوال والحافظ للسموات والأرضين، ويقول الله تعالى «ولا يؤوده حفظهما» ويقول «إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا».. فهو رافع السموات بلا عمد وحافظهما بعد رفعهما بلا استعانة بأحد ولا اعتقاد بمدد، بل هو الفرد الصمد، وان الله تعالى حافظ دينه «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون».. أنزل التوراة على موسى عليه السلام فوكل حفظهما الى أمته «بما استحفظوا من تاب الله» فحرفوا وبدلوا وأنزل الله الفرقان على النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) وضمن حفظه على أمته بقوله تعالى: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون».. وكلمة الحفيظ هو الذى صانك فى حال المحنة عن الشكوى وفى حال النعمة عن البلوى.. وقيل

الحفيظ من هداك الى التوحيد وخصك فى الخدمة بأنواع الحفظ والتسريد.. وقيل أيضاً هو الذى حفظ سرك عن ملاحظة الأغيار وصان ظاهرك عن موافقة الفجار.

ومن حفظه سبحانه لأوليائه صيانة عقائدهم فى التوحد عن اكتفائهم بالتقليد وتحقيق العرفان فى أسرارهم بجميل التأبيد، كما أن الله تعالى قبض الملائكة ووكلهم بحفظ بنى آدم عن البلاء والآفات، حتى اذا قعدوا وقاموا أو انتهوا وناموا تقلبوا فى حفظه وحراسته.. فالله يحفظ النفس والمال والدين والحال والقوت والأولاد، أليس هو القائل «قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن».