رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ميلاد خير أمة فى ليلة القدر

د. محمد داود
د. محمد داود

فى لحظة خاشعة متبتلة وقورة، غمر الفضل الإلهى الأرض ومن عليها، وعم النور الربانى العوالم كلها.. حيث أنزل القرآن هدى ورحمة، وشفاء وبشرى.

ومع هذه اللحظة بدأ ميلاد خير أمة أخرجت للناس. وكَرَّم الله كل لحظة من لحظات هذه الليلة وسماها ليلة القدر، والليلة المباركة، وفضلها فجعلها فى ميزان الثواب والحسنات خيرًا من ألف شهر، وارتبطت لحظة ميلاد الأمة بسبب رفعتها وإعلاء قدرها ومكانتها وهو القرآن الكريم.

فبالقرآن كان البناء الإيمانى للإنسان، وبالقرآن تم تحويل مجتمع كامل من الضلال إلى الهداية؛ قال تعالى:

{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِى ضَلالٍ مُبِينٍ}ل عمران/164.

وبالقرآن يصل الإنسان إلى قمة الفضل والحضارة بكل جوانبها، قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ } الإسراء/ 9.

وأكد الله تعالى فى قرآنه أن بركة القرآن لا تتأتى إلا لمن اهتدى بـهديه وأقام حياته فى قوله وفعله ومعاملاته على هدى القرآن.

أما أن يتخذ البعض القرآن زينة على الحوائط والجدران أو أن يهجر المصحف فلا يفتح ويوضع فى الأركان فى البيوت والسيارات التماسًا للحفظ والبركة، أو أن يتغنى بألفاظه بعض الغافلين من القراء ويتمايل الناس يمنة ويسرة وتتعالى منهم صيحات الإعجاب بصوت القارئ ونغمته دون تمييز بين المعانى القرآنية من وعد ووعيد وترغيب وترهيب وإنذار وتبشير.. فهذا كله خروج بالقرآن عن مقصده العظيم وهو الهداية،

والبناء الإيمانى للإنسان والمجتمع.

وهذا كله أيضًا حرمان من تحصيل بركات القرآن وما يرتبط به من رحمة وهداية وبشرى وشفاء للعقول والنفوس.

لقد أكد الله فى القرآن أن بركة القرآن لمن يعمل به.. أما من يعلم ولا يعمل، فقد ضرب الله مثلًا قاسيًا فى شأنه، قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} الجمعة/5.

إن تـهميش دور القرآن فى حياة الأمة إهدار لقدر هذه الأمة وإهدار لخياراتـها. لذلك يجتهد أعداء الإسلام فى أن تظل الصلة مقطوعة بين الأمة والقرآن.. حتى فى إطار البحوث القرآنية.. حين لا تتواصل هذه البحوث مع الواقع ومشاكله ويُلقى بـها على الأرفف.. ولا تجد إسرائيل فى إطار هذا الواقع المريض غضاضة فى إذاعة بعض الآيات عبر شبكتها الإذاعية.. المهم أن لا يقيم المسلمون حياتـهم بالقرآن. فهل يدرك المسلمون أهمية العودة الجادة للحياة القرآنية.. ليعود للأمة قدرها وخيريتها.

{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}

{إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ}

والله المستعان