رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فضل سورة القلم ومقاصدها

سورة القلم
سورة القلم

 التدبر فى كتاب الله من أسباب زيادة الإيمان ورويَ في فضل سورة القلم عدد من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة المُنكرة التي لا أصل لها، وقد قال مجد الدين الفيروزابادي: وردَ في فضل سورة القلم حديثان منكران وهما حديث علي بن أبي طالب: "يا علي منْ قرأها نوَّر الله قلبه، وقبره، وبيَّض وجهَه، وأعطاهُ كتابه بيمينه، وله بكلِّ آية قرأها ثوابُ من مات مبطونًا"، وحديث أبي بن كعب:

 

"من قرأَهَا أعطاهُ اللهُ ثوابَ الذين حسَّن اللهُ أخلاقَهم"، وكلاهما لا يصحُّ أبدًا، لكنَّ فضل السورة كفضل غيرها من سور القرآن الكريم، فيها الكثير من الفضائل والبدائع التي لا يحيطُ بها إلا الله تعالى، وفضلها يكمنُ في أن يقرأها المسلم بتدبر ويأخذ بالأحكام والعظات التي جاءت بها واحتوتها.

يعدُّ الدفاع عن رسولِ الله -صلى الله عليه

وسلم- وتبرئته من جميع التهم الباطلة التي وجهها إليه الكافرون من أهم مقاصد سورة القلم، وهذا ما بدأت به آيات السورة وأعلنه الله تعالى في قوله: {مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ * فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ}.

 

ومن مقاصد سورة القلم أيضًا أنَّها تحدَّثت عن عذاب الله تعالى لمانعي الزكاة وهدَّدت المجرمين والكاذبين، كما دعت رسول الله -صلى الله عليه

وسلم- إلى التحلِّي بالصبر دائمًا وأشارت إلى نبيِّ الله يونس في تسرُّعه وفقدانِ صبرِه، ومن مقاصد سورة القلم الإشارة إلى إعراضِ الكافرين والمشركين عن دعوةِ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- رغبةً منهم في الوصول إلى اتِّفاقٍ بينهم يصلون فيه إلى أمر يجمعهم ويمحو خلافات العقيدة التي كانت موجودة بينهم، قال تعالى: {ودُّوا لو تُدهنُ فيُدهِنونَ}.

 

وفيها أيضًا ذكرُ أصحاب الجنَّة الذين ضربَهم الله مثلًا للمسلمين، ومن مقاصد سورة القلم أنَّها تبيِّنُ ملامحَ بيئة العرب في تلك الفترة التي ظهرَت فيها الدعوة الإسلاميَّة، وكيف كانت ردودُ القوم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تدلُّ على سذاجة وضعفِ وإفلاس مخالفيه، قال تعالى: {وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ}، فكانوا يتهمونه بالجنون وهذا أسلوب من لا يملك الحجة من عجزه وإفلاسه.