فضل سورة القلم ومقاصدها
التدبر فى كتاب الله من أسباب زيادة الإيمان ورويَ في فضل سورة القلم عدد من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة المُنكرة التي لا أصل لها، وقد قال مجد الدين الفيروزابادي: وردَ في فضل سورة القلم حديثان منكران وهما حديث علي بن أبي طالب: "يا علي منْ قرأها نوَّر الله قلبه، وقبره، وبيَّض وجهَه، وأعطاهُ كتابه بيمينه، وله بكلِّ آية قرأها ثوابُ من مات مبطونًا"، وحديث أبي بن كعب:
"من قرأَهَا أعطاهُ اللهُ ثوابَ الذين حسَّن اللهُ أخلاقَهم"، وكلاهما لا يصحُّ أبدًا، لكنَّ فضل السورة كفضل غيرها من سور القرآن الكريم، فيها الكثير من الفضائل والبدائع التي لا يحيطُ بها إلا الله تعالى، وفضلها يكمنُ في أن يقرأها المسلم بتدبر ويأخذ بالأحكام والعظات التي جاءت بها واحتوتها.
يعدُّ الدفاع عن رسولِ الله -صلى الله عليه
ومن مقاصد سورة القلم أيضًا أنَّها تحدَّثت عن عذاب الله تعالى لمانعي الزكاة وهدَّدت المجرمين والكاذبين، كما دعت رسول الله -صلى الله عليه
وفيها أيضًا ذكرُ أصحاب الجنَّة الذين ضربَهم الله مثلًا للمسلمين، ومن مقاصد سورة القلم أنَّها تبيِّنُ ملامحَ بيئة العرب في تلك الفترة التي ظهرَت فيها الدعوة الإسلاميَّة، وكيف كانت ردودُ القوم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تدلُّ على سذاجة وضعفِ وإفلاس مخالفيه، قال تعالى: {وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ}، فكانوا يتهمونه بالجنون وهذا أسلوب من لا يملك الحجة من عجزه وإفلاسه.